(الصديق الرائع)

IMG-20160309-WA0056 لي صديق رائع، هو فنان ومثقف وصاحب رؤية ومبدع في عمله، ولكنه يعاني من مشكلات مزمنة في سلوكه وإنتاجيته، ويمكن حصر مشكلاته في: الوزن الزائد، والتدخين، والنوم غير المنتظم، وبطء الحركة، وضعف الأداء، لكنه يمتاز بالهدوء وبُعد النظر والعلاقات الإيجابية في بيئة العمل والابتكار والنظرة الاستراتيجية والولاء وتمكُّنه من أدوات العمل، لا سيما اللغات والكمبيوتر. أعرف أن طلب الكمال – مثل دوام الحال – من المحال، وأن لكل منا مشكلاته ونقاط ضعفه، ولكني أدرك أيضاً أنه يمكننا تغيير حياتنا وتحقيق نتائج عظيمة، من خلال الإدارة الحكيمة التي لا تتطلب أكثر من تشخيص المشكلة، واختيار أبسط الحلول، وتنفيذها بسرعة حاسمة وإرادة صارمة. وصفت لصديقي الجميل حلاً واحداً، وطلبت منه الالتزام وتنفيذه بحذافيره لأربعة أسابيع فقط. قلت له: سيبدو لك الحل سهلاً، لكن تنفيذه بانضباط وانتظام ليس كذلك، وعليك أن تختار بين الهزيمة والانتصار. التزم بهذه الوصفة أربعة أسابيع، وسأراك بعدها، أكثر بهاءً وجمالاً ومهابةً ونضارة. هل تستطيعون تخمين وصفتي السحرية؟ من عاداتي الشخصية الراسخة، أن أخصِّص لوجبة الإفطار ما لا يقل عن 40 دقيقة كل يوم، وقد لاحظت أن توقيت الإفطار أهم من مكوناته ومن طريقة إعداده. ومن ثم، قلت لصديقي: واظب على تناول إفطارك كل يوم في تمام الساعة السادسة صباحاً، طيلة أيام الأسبوع، وهذا شرط لا يقبل التفاوض أو التعديل أو التبديل. هل تتصورون نتائج هذا القرار؟ لا أرى أن هناك ما يمكن أن يحول بينكم وبين الإفطار في السادسة صباحاً إلا سببين: إما أنكم لا تستطيعون شراء الإفطار، أو أنكم لا تريدون تغيير حياتكم إلى الأفضل. إفطار السادسة يستدعي عدداً من التغييرات الإيجابية التتابعية التي يصعب تصورها، وستكتشفون فوراً أن توقيت الإفطار لا يقل أهمية عن الالتزام به، ويزيد أهمية عن عناصره الغذائية. ما ستكتشفه في اليوم الأول لتنفيذ قرار الإفطار، يشمل ولا ينحصر في النتائج التالية: – لقد قسمت يومك إلى أربعة أقسام متساوية، مدة كل منها 6 ساعات. وهذا يعني أن وجبة الغداء يجب أن تكون في الثانية عشرة (منتصف اليوم)، لأن وجبة الإفطار وقعت في ربعه الأول. كما يعني أن عشاءك يجب أن يكون في بداية ربعه الثالث، وأنك يجب أن تترك الربع الأخير للنوم. – الانعكاسات الصحية لعادتك الصباحية الإلزامية سوف تشمل: انخفاض الوزن والكولسترول والدهون، وانتظام عملية التمثيل الغذائي والسكر وضغط الدم، ونضارة البشرة وممارسة الرياضة، وترك التدخين؛ لأن المدخنين يعانون من فقدان الشهية الصباحية ويُحرمون من الإفطار بفعل فاعل، وعلى الفاعل أن يعكس فعله ويتخذ قراراً فورياً وإيجابياً – فقط – ليتمكن من تناول إفطاره في موعده المُلزِم صحياً وفلسفياً واجتماعياً ومهنياً. – الانعكاسات المهنية تشمل: الحضور المبكر، والحضور الذهني، والتركيز وعدم التشتت بسبب الجوع، والطاقة البدنية، وتحمل الضغوط، واستثمار أوقات استراحات الغداء، وعدم هدر الوقت في الخروج من المكتب للتدخين أو للأكل في أوقات عشوائية يصعب التحكم فيها. تخيل أن حياتك دائرة مكونة من أربعة أقسام: – في ربعها الأول: الصلاة والرياضة والإفطار المُشْبع والتفاؤل والتخطيط وفنجان القهوة. – وفي ربعها الثاني: التنفيذ والعمل المكثَّف والغداء المُقْنِع والتواصل المهني والعلاقات الإيجابية. – وفي ربعها الثالث: العمل بهدوء، وممارسة الهوايات، وتنمية المهارات، والقراءة، والعشاء المبكر، وصلة الرحم، والمشي. – وفي ربعها الأخير: الحمد والشكر، والسكن والسكون والتأمل ونسيان كل ما كان، والخلود إلى النوم. صديقي المبدع: تناول إفطارك بانتظام وغيِّر عالمك وحسِّن أداءك وكن من أسعد الناس. النوايا والأفكار تصنع القرارات وتُغيِّر العادات، الإفطار اليومي المبكر سيغير عاداتك ويبهج حياتك. بقلم: سعيد عبد الله

>

شاهد أيضاً

بإشراف من مدير فرع " فنون " بيشة
 
إشادة من المتدربين والجمهور لورش المسرح من ” الفكرة إلى الخشبة “

صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : بإشراف من مدير فرع جمعية الثقافة والفنون ببيشة …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com