فايع آل مشيرة عسيري
حدثني العزيز الأستاذ صالح آل مريح عن قَصَّة ذاك البيت من الطين والذي حين علم بأن أهله يريدون أن يهدمونه فزع لهم وطلبهم بكل العادات والتقاليد النجرانية والتي تعتبر خطاً أحمراً حرصاً منه على البقاء على هوية المكان وروح الإنسان فما كان من أصحاب البيت القديم إلا أن أقتنعوا بهذا الفكـر وتركوا هذا البيت المصنوع من الطين كشاهد عصر لكل الأجيال القادمة..هذه القصة من الحكايات النجرانية التي كثيراً ما تجود بها ذاكرة كل بيت يقف شامخاً عبر عصور مضت باتت أثراً بعد عين ..واليوم يعود التاريخ عيناً يرى ذاك الأثر كي ينفث فيه روح الجغرافيا ويبعث فيها الإنسان..ولعل قلب نجـران ” أبا السعود ” هي من تشعل فتيل الحب القديم الجديد وهي ترمم بيوتها،وتعيد لها بريقها وحديث أنسها بفكرة الإقناع الذي يصل لحد الإمتاع وهم يشمَّرون عن سواعدهم كي يعيدوا بناء بيوتهم لتعود شمسها للإشراق مجدداً..هذا ما دفع هيئة الآثار والسياحة بمشاركة الأمانة لبناء فكرة منسجمة تتوحد فيها أبا السعود بواجهات تراثية لكل الأسواق الشعبية المنتشرة في أرجاء البلد..وتقام المهرجانات وكآن آخرها مهرجان ” كلنا نحب التراث ” وهي رسالة واضحة بأن التراث تتنفسه نجـران أكسجيناً يملأ قلبها كي يمنحنا أهازيجاً شعبيةً تطرب لها القلوب وتشدو بها كل الألسنة..هنا يقف قصر أبو ماضي التاريخي كي يمنح البلد الصورة الأجمل بطرازه الأجمل..وبين صوت الماضي وروح الحاضر نظرة إستشراف ومستقبل يحتضن كل الثقافات حين تعبر كل الطرقات لترى سور الأخدود الذي يكمل لوحات نجـران التراثية التاريخية ..مشاهدٌ كثيرة تراءت أمامي فحاولت أقتناص فكرةً متمردة تمنح هذه المدينة الكثير من قبلات الطهر فهي مدينتنا الأم التي تمنحنا البياض دائماً.
ومضة:
كنت قد جعلت نجـران قبلة إجازتي فكانت كعادتها في الموعد بكل أرثها وتاريخها الذي يصعب إختزاله في مقالة وهي تستقبل كل العاشقين والمتيمين بها.
>
مقال جميل يستحق الاشادة وانت دائما استاذ فايع في الموعد ونجران واهلها يستحقون الثناء والشكر وماتحوية نجران من ارث اثري وتراث قديم يجعلها متميزة وبما حباها الله من جمال الطبيعة ومناظرها الخلابة