شراكة الأمانة والسياحة تعيد أبا السعود للواجهة من جديد بجسد الماضي العريق وبروح الحاضر الجميل..!

  image

image image

image

صحيفة عسير : فايع عسيري

يا سلامي عدد برق سحابه يسوقه

بارقه من جبل عيبان لأقصى المضام

ترتوي دار سيدنا وحنا جنوده

محزم الجنب همدانٍ وصبيان يام

عبر هذا الزامل النجراني الشجي والذي دقت طبوله فرقة نجـران الشعبية وعلى مقربة من حكايات التاريخ الذي سكن هنا..هاجر بنا هذا الزامل إلى أعماق المدينة التاريخية وسافر بما لكل تفاصيل ” أبا السعود “التي ماتزال الأكثر جمالاً لكل العابرين والقاطنين والزائرين ..والأكثر صخباً بين الباعة والمشترين..هذا الزامل الذي كان ضمن مهرجان ” كلنا نحب التراث” .. صحيفة عسير كانت لها جولة في هذه المدينة الأثيلة وتجولت في الكثير من أسواقها،والتقت بالكثير هناك وخرجنا بالتقرير التالي..

قلب نجـران ..

ظلت أبا السعود ” البلد ” قلب نجـران القديم الجديد فهي المدينة التي تحوي الكثير من البيوت الطينية التاريخية والتي تحكي قصص أجيال وأجيال فيكفي إنها تحوي قصر الأمارة التاريخي والمدرسة الأميرية التي كانت أول مدرسة تعليمية في منطقة نجـران..وتحولت لهيئة الآثار والسياحة وباتت شاهدة عصر الحضارة والتطور.. يقول عن البلد الأستاذ : سعيد فرج اليامي أبا السعود كانت ملتقى كل المتسوقين من كل قرى نجـران القريبين والبعيدين وكان قصر الأمارة يتوافد عليه الناس لحل الكثير من قضاياهم وكنَّا طلاب في المرحلة الإبتدائية نسمع أصوات الباعة والمشترين ونشتم رائحة القهوة وأحاديث العجايز والنَّاس ..وكنا يومها نسترق النظرات من نوافذ المدرسة الخشبية أبا السعود البلد هي روح نجـران في كل شيء.

 

” كلنا نحب التراث “..

بهذا العنوان كان مهرجان نجـران السياحي الذي أنطلقت فعالياته خلال هذا الأسبوع تحديداً وفي أبا السعود الذي يمثل هوية المكان والإنسان..ولعل تلك الواجهات التاريخية الأثرية لكل المحلات التجارية والأسواق الشعبية تعطيك الحكم سريعاً بأن أهل نجـران يتنفسون التاريخ والجغرافيا .

 

نجـران تعود بسواعد رجالها..

كانت جهود عظيمة ومبادرات جليلة بمشاركة فعَّالة بين الأمانة وهيئة الآثار والسياحة لإعادة ترميم بيوت نجـران الأثرية وذلك عن طريق الإقناع بهذه البيوت الذي تمثل دور كبير في حياة الأسر النجرانية وجزء هام في تاريخهم العريق..نتج عن هذه الإلتفافة والعودة الكبيرة لبناء تلك البيوت وبث الروح فيها مجدداً ظهور أبا السعود بوجه جديد وبصوره تجمع الأصالة والتراث. الأسواق الشعبية تتزين بالتراث النجـراني.. لعل اللافت للأنظار والمثير لكل الزائرين للأسواق الشعبية في “أبا السعود ” الواجهات التي تتزين بتراث النجراني للبيوت الأثرية التاريخية والرخام والأرصفة والإنارة التي سعت الأمانة مع هيئة السياحة في إبرازها بشكل رائع.. وبين الأسواق المكتملة واجهاتها والبعض الذي مازال البناء لها مستمراً تجوب كاميرا صحيفة عسير في تلك الأسواق الشعبية فسوق الحب أولاً والذي تحدث حسين اليامي فائلاً: في هذا السوق تجد كل أنواع الحبوب والذرة التي تجلبها الأسر النجرانية في مأكولاتها الشعبية .. ويغازلك سوق التمور والذي يحوي الكثير من أنواع التمور المحلية منها السكري والصفري والتي تلقى رواجاً واسعاً أكثر من التمور القادمة من خارج نجـران ..وتحدث حسن الشهري قائلاً: في أبا السعود تجد متعة التسوق بين الماضي والحاضر وأحرص دائماً على أخذ جولة على السوق بأكمله وأستعيد ذكريات قديمة وكثيراً ما أقتني الأدوات الفخارية والتراثية .

 

سوق الجنابي..

يشهد هذا السوق حركة تجارية كبيرة على مدار الأسبوع وتحدث رائد هادي قائلاً: يعتبر مزاراً للكثير من الزائرين من داخل الوطن وخارجه كونه يمثل ثقافة شعبية نجرانية يلبسها الصغار والكبار في الكثير من مناسباتهم والأعياد ..وهو رمز القوة والشجاعة .

 

سوق النساء..

تحرص النساء على التبضع من سوق النساء الشعبي الذي يحوي الكثير من المداهن والميزب والنجر والمطارح والقربة والتي لا تكاد البيوت النجرانية تخلو منه .

 

الهدف من إقامة هذه المهرجانات وإحياء أبا السعود البلد..

هي رسالة واضحة بأن نجـران تعيش بأمن وأمان وتمارس حياتها الطبيعية وتقيم المثير من الفعاليات في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه ..

 

المحافظة على التراث واجب وطني ..

وأوضح أمين منطقة نجران المهندس فارس الشفق أن الأمانة قامت بتطوير حي أبا السعود وذلك بإنشاء واجهات تجميلية تعبر عن تراث منطقة نجران ؛ وعمل أرضيات من الرخام أمام المحال التجارية المجاورة لقصر الإمارة التاريخي وتطوير سوق التمور ، وسوق الجنابي إضافةً إلى أعمال السفلتة والأرصفة والإنارة والتحسين والتجميل وذلك لما لهذا الحي من أهمية تراثية وتاريخيه على حداً سواء ، حيث يحتوي على أسواق شعبية وأخرى تاريخية تراثية ويعتبر حي أبا السعود مقصداً وملتقى للعديد من الزوار والمتسوقين من داخل نجران ومن خارجها.. واعتبر الشفق أن المحافظة على التراث العمران يعكس حرص الدولة على تعزيز مكانة التراث ، وأحد أهداف التنمية ، ومقومات السياحة وإرث وطني يجب المحافظة عليه..

 

التراث هوية الإنسان والمكان..

من جانبه قال مدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة نجران الأستاذ صالح آل مريح أن تطوير الوسط التاريخي في حي ( أبا السعود ) أطلق بمبادرة مشتركة من الأمانة والهيئة العامة للسياحة والآثار أطلقت عام 2013م بملتقى السفر والاستثمار السياحي بمدينة الرياض من قبل نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار للمناطق وأمين منطقة نجران انطلاقا من مبدأ الشراكة بين الهيئة العامة للسياحة والآثار والأمانة العامة والتي يقوم عليها في المنطقة أمين منطقة نجران وفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة نجران وأشاد آل مريح بما تقوم به الأمانة ممثلة في أمينها وزملائه من تطوير لحي أبا السعود والحفاظ على هويته والحفاظ على التراث العمراني في المنطقة وتحسين المنتزهات وإيصال الخدمات وإيجاد المماشي الرياضة وغيرها مما يعد تميزاً لأمانة نجران على مستوى أمانات المملكة.

image image image image image

 

>

شاهد أيضاً

الكاتبة ” سرَّاء آل رويجح ” في حوار خاص لـ” عسير ” : الجمر أيقونة ألم … والرقص أيقونة نجاح

صحيفة عسير – لقاء خاص : تمتلك الكاتبة سرَّاء عبدالوهاب فايز آل رويجح ، قدرات …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com