رثاء الراحل محمد البريدي

Feather_Fountain_Pen_Ink_Fountain_Pen_Plating.jpg_200x200

 تلتوي الطلحة وشوكتها ندية، ويندب الطباق في (وادي حَلي)، والحماطة تحضن الخوخة وتنهتْ، والهداهد ما توقع بالخبر، والقطاء يخشع بأعشاشه ويبزم، والحيود تذوب في حزن الحصم، ويعتطي حصن مدجج بالمقمع والجنابي والحكايا والنشايد: أرب فارسهم ترجل؟. كان يلفيهم بريحانة يمينه، واللحاف يموج زينة، ومبسمه فل الغدية، كان يسعدهم بطرقه والشواع، ويحتويهم غيل عين الشوق تخضع، وحضن دافي حين تبهز، كان يطربهم مزامير الطفولة، والثريا تمترح بأعلى جبينه، كان يضوي في سماء الأشجان بدره، وطعم سنوتٍ وعطرة، كان عرفج كان سمرة، كان بوح، كان فكرة، كان شدو الناي سطره، كان بهجة، كان شادي للوطن خطوة وعرضة، كان زاهي، كان عاشق للعروق، والشروق، والقناطر والمغارب والبروق، يحضن الغيمة ويعصرها بعمره. كان ينعَم بالحلال، والظِلال، والتفسك في البلاد وفي التلال، ويحضن التاريخ يومه والمقال، كان ألمع، كان يلمع في تحافات الجمال. العصا في إيده بشارة، والقلم يضوي فنارة، حر تكفيه الإشارة، والحروف إللي عشقها، تعتلي سلم حضارة. يا خسارة يا خسارة، الرضي في القلب ناره، والجروف تقول أبطأ، خطوته للبير جفت، والسواقي بانتظاره. يا ثرى (ذات الحلي)، البيادر عثري، والسنابل والجنا، خد فركس فدري، زهر تينه، حرش عُثرب، شيح وغصونه رضية، دام في حضنك (محمد)، ما بتجبس، ما بتجدب. الوطن حلت بعينه، لمعة شموس الغدايا، والمفارق له حنينه، بس عينه ما تفارق، جمع ألمع به يباري، به يبشر، به يدون، به يسابق. رحمه الله.

 

د. شاهر النهاري

 رجال ألمع 22/6/1437هـ

>

شاهد أيضاً

الكاتبة ” سرَّاء آل رويجح ” في حوار خاص لـ” عسير ” : الجمر أيقونة ألم … والرقص أيقونة نجاح

صحيفة عسير – لقاء خاص : تمتلك الكاتبة سرَّاء عبدالوهاب فايز آل رويجح ، قدرات …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com