فايع آل مشيرة عسيري
في تفاصيل الروايات الكثير من حكايات الف وليلة وليلة كان فيها العريس بطلاً لكل أمسيات الموسم..وسافرت بنا بوصلة الحكايات القديمة نحو البحر وجدة التاريخية و أزقة البلد وجه الحارات العتيقة السبيل والمظلوم ومازال الحب لا يعترف إلا بهذا الأخضر الجميل..
تلك الحناجر التي سافرت بنا نحو التاريخ الذي عبر من هنا قبل أن يرصَّع نجومه بالذهب الخالد في ذاكرة العاشقين المتيّمين بهذا النادي العريق ..فمازال الصغير ودابو يعزفان ويرويان لكل العابرين بأن الفن والمجد أهلي..ومازال السومة والجاسم والمقهوي والبقية يسطرون الإخضرار فناً ومتعةً وطرباً بحجم وطن ..فمن شاهد مدرج الأهلي ومناسبات الفرح يدرك بأن هذا العملاق يشكَّل رمانة الرياضة السعودية قديماً وحديثاً..
سنختلف مع الروائي الكبير السوداني الطيب صالح بأن هذا الموسم هو موسم الهجرة للعروس جدة والتحلية تحديداً حيث يسكن هذا الملكي الكبير،والذي كان منافساً طيلة سنوات الغياب فهل يعي أولئك الذين يدندنون خارج حسابات القانون ..بأن هذا السبعيني مازال شاباً يبوح بأسراره بطولات وإنجازات تعلمنا بأن التاريخ هو من يكتب الجغرافيا وإن تغيرت الأماكن مع إنها تغني للأهلي الأماكن كلها مشتاقة لك..وإن أبحرت من شواطئ العروس وأوغلت في ليالِ الأمير البدر بن عبد المحسن فسنغني للأهلي كيف الحنان يقسي على العشاق ..صار الضنى مقسوم ..
الأهلي الذي علمنا كيف تكون كرة القدم شعراً ونثراً وموسيقى وغناءً علمنا ديوان عبدالله الفيصل وفنان العرب محمد عبده..والكاتب والروائي فوزي خياط..
الأهلي وجه الرياضة الشريفة في زمن مساحيق التجميل التي تحاول أن تلوي أعناق الحقيقة ولكن التاريخ يقف مع الأهلي دائماً..أليس الأهلي هو الفريق الوحيد الذي حقق كل كؤوس ملوك البلاد ومن أصحابها..؟! أليس الأهلي من لعب له أسطورة كرة القدم مارادونا..؟!
أنصفت كرة القدم الأهلي وجعلته بطلاً لدوري عبداللطيف جميل ليكون الأجمل بعد أن عصف بأحلام الهلال في أسبوعين مختلفين..لم تنته أبيات القصيدة حتى خطف النصر من النصر في ليلة لا تعترف إلا بالملوك..انتهى الموسم وبقي الأهلي قصيدة الحب وأنشودة العشق القديم الجديد.
ومضة :
أَكَادُ أَشُكُّ في نَفْسِي لأَنِّي
أَكَادُ أَشُكُّ فيكَ وأَنْتَ مِنِّي
>