عندما ترتز آملنا وتطلعاتنا فوق كثيب من الرمال المتحركة فهي تكون في اية لحظة عرضة لعوامل التعرية التي لا ترحم وكم هي الكثبان الرملية التي نشيد عليها الكثير من احلامنا التي لاتلبث ان تنسفها الرياح وتنسف معها البنيان التي شيدناها بصلف فوق تلك الكثبان الرملية…
في كثير من الاحايين ننظر الى منجز الحياة بنظرة قاصرة دون ان نعطي لمستقبل الايام مايمكن ان يكون اداة فاعلة فنشيد ما نشيده بحسبات وقتية ولا ننظر مجرد نظرة عابرة لمستقبل اجيالنا القادمة كعنصر توارثي ففي كثير من تعاملاتنا مع معطيات الحياة نفكر تفكيراً وقتياً محدود الاهداف والمرامي ينحصر حول الكسب كيفما اتفق دون حساب لما ستألوا اليه امورنا ودون ان نفكر في لحظة نغادر فيها المشهد الحياتي الى مواجهة حتمية لا مفر منها مع مالك الملك حيث تتزاحم علينا الاسئلة تحت ضدات اللحود يوم لا ينفع مال ولا بنون ولاشفيع لنا ولا محامٍ يبحث لنا عن مخرج في القوانين الوضعية عن مال اكتسبناه بلا وجه حق وعن بيداء استولينا عليها او على جزء منها بفعل صلفنا واطماعنا ونفوذنا وقدرتنا على التملق وتحريف الكلم عن مواضعه والمراوغة والتظليل واليمين الفاجرة وغير ذلك من الافعال والاقوال التي هي محصاة من رب العباد في سجل لا يزيغ عنه مثقال ذرة ولا يظلم ربك احدا…
لماذا لا نستثمر وجودنا في الحياة الدنيا بتشييد صرحنا على ارضية صلبة ومتينة بالعمل الطيب والفعل الحسن وترك ما ليس لنا فيه حق وتجنب شبهات الاقوال والافعال لنواجه المصير المحتوم بصحائف نظيفة قدر الامكان فنحن على هذه الارض نمر كما يمر ضوء البرق لا ندري في اي حين وساعة نحمل فيها على آلة حدباء لنواجه منكر ونكير يوم يتخلى عنا الاهل والصحب والسلطان ولا يبقى معنا في ذلك الموقف الرهيب الا اعمالنا فهنئٌ لمن قابل ربه وهو خالٍ من شوائب الحياة واقترافاتها المذلة…
اللهم اوزعنا ان نتجنب كل ما يغضبك واجعلنا من الذين تُختم اعمالهم بالصالحات التي ترضيك عنا يا رب العالمين.
حسن بن سلطان المازني
ابها>