نظراً لأهمية المدينة المنورة الدينية والتاريخية والحضارية ، ومالها من مكانة متميزة في نفوس المسلمين ، فقد ظلت على مدار التاريخ مهوى أفئدة العلماء والمؤرخين والباحثين ، من سائر أقطار العالم الإسلامي ، يزورونها ويفدون إليها ، ويكتبون عنها الكتب والمصنفات المتنوعة التي تشمل النواحي التاريخية والأخبار والفضائل ، أو المعالم والآثار والأعلام ، أو الحضارة والسكان والقضايا الاجتماعية وسوى ذلك .
الزائر للمسجد النبوي الشريف يتخلل الى قلبة الشعور الإيماني المضاعف ، ويزداد الشعور كلما اقترب من الروضة الشريفة
” المنبر والقبر ” … شعور لا يمكن للزائر وصفة كما قال الرسول الشريف «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي»
لا بدع إذن أن تنال من اهتمام من أكرمهم الله بمزيد من فضله، واختصهم بما أوجد في قلوبهم من محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم وإدراك مقاصد شرعته، وما لهذه البلدة من منزلة في نشر تلك المقاصد في الخافقين ، أن يولوها من العناية ما هي جديرة به، فتبادروا في إيضاح جوانبها، من عمران مسجدها الكريم، وإبراز الثابت المأثور مما هو بحاجة إلى إبراز، مما يتعلق بماضيها وحاضرها .