عائشة عسيري”ألمعية”
يالهذا المساء .. إنه ثقيل علي ثقيل جدا.
ورغم طراوة نسماته العذبة في هذا اليوم الصيفي ، إلا أني أشعر بحرارة الصيف تنبعث من بين جنبي.
بالكاد أستطيع سحب نسمة هواء باردة لصدري المختنق بالحزن، وبالكاد أستطيع زفر نفس ملتهب من أعماقي للخارج.
لم أتناول وجبة واحدة طوال يومي واكتفيت بشرب قهوتي والتي كنت أحتسيها تحت وابل من الدموع مهيل.
لا أشعر بالجوع أو الظمأ، أو ربما فقدت الإحساس بكل شيء حتى بضرورات الحياة.
منعزلة، و صامتة، و يزعجني كثيرا أي صوت يكسر حاجز الصمت هذا.
أنا الآن منكبة على محاسبة نفسي، وفي ذات الوقت أقضي معظم الوقت في مواساتها؛ لأن لا أحد يشعر بها سواي مهما أوجعتني ضعفا، وأوجعتها قسوة ولوما.
أرتجف طوال هذا اليوم من البرد وأحاول استجداء الدفء بدفن نفسي تحت لحافي، ولكن لازلت أرتجف من البرد حد القشعريرة رغم أني في أوج حرارة الصيف.
ربما أغطية العالم كله غير قادرة على جلب الدفء لي.
فبداخلي نار ودموع ، و لهيب وزمهرير، وشتاء وصيف، وحزن سرمدي لاينتهي.
لا أريد رؤية أحد، أو سماع أحد، أو أي شيء، سوى البقاء وحيدة و صامتة كل الوقت.
أنا الآن أشرف على نهاية إنسانة، ومولد أخرى ،
وهذا يتطلب مني التأمل العميق والطويل والإنفراد بنفسي لعلي أستشرف ملامح تلك الإنسانة الجديدة ، خشية ولادة نسخة أخرى شبيهة بتلك الراحلة مني.
>