عسير صحيفة عسير الإلكترونية
صحيفة عسيـر :
” ذكراكم ” ..
الشاعر محمد بن عامر المحبَي
الأمرُ للهِ في سَعدٍ وفـي وَجَلُ
حَياتُنا للزوالِ فلا قرار لها
يأتي المصابُ كَبيرٌ والخبر جَلَلُ
شواطئ البركِ صُبحاً والكِرامُ بها
ومساءَ الأحد نفقدُ الوافون والبَطَلُ
عين السوادِ إذ أظلَمَ عرشُ غَمرَتُها
حين ارتطامِ العموديةِ بالجبلُ
بين المقهوى ورجمي قبلة قَدَرٌ
وافى الرِجالِ العِظامِ أمرٌ على عَجَلُ
نعُدَّهم من خيار الناسِ قاطِبَةً
في صُلبِ واجبهم وافاهُمُ الأجَلُ
هُم للمشاريع يسعون لنهضتنا
سُرعان ما ركِبوا الشُطأنِ والرمَلُ
إن الجزيرة خَسِرتْ من جهابِذها
عشرة كواكب ونجم سهيلُ والزحلُ
عسيرُ إن العزاء في الفقد فاجعةً
لكن ليس لنا إلاّ الصبر والجمَلُ
صَبرٌ جميلٌ وهذا نهجَ سُنَّتنا
عسير بالأمسِ جاءكِ الودقُ والهَلَلُ
منصورُ جاء إليك يا عَسِيرَ وهو
يحملُ الروى ولهُ فيما حوى أملُ
في كُلِّ بلدة لهُ بُشرى وموعِدَةً
وصالحٌ كان أميناً صالحَ العَمَلُ
إنا فقدنا نجوماً مِن كَواكِبنا
فذا سُليمان نعم الفاضلُ الرجِلُ
ومحايلُ فـقدت محافـظٌ شَــهِمٌ
محمد المتحمي كالسيف بالنصلُ
وخالد ابن الحميَّد صائنٌ عهدهُ
وفَهَدٌ في حِمى الغابات ذا فصِلُ
وسعودٌ السّهلي يَعمَلُ مُجتهداً
والشبلُ أبا القاسمِ في الصدرِ والقِبَلُ
ونايفٌ فـي الحدودِ لهُ فعائلهُ
وابن زُبيّن سهامٌ ضاربٍ نَضِلُ
الرحماتُ عليكم أيها الشُهداء
قومٌ سِماتكم العلياء لكم طَلَلُ
تبقون في نابض التاريخ ما بقيَ
أنتم الحضور ولو غبتم عن الحِلَلُ
أنتم لذاكِرةِ التاريخ مُكتَسَبٌ
أنتم القناديل بل أنتم لنا مَثَلُ
منهجكم ساطعٌ في كُلِّ ناحيةٍ
ودابكم حازمٌ لا يعرفُ الكـللُ
لكم الجنانِ رِياضاً تسكنون بها
وتبقى ذِكراكُمُ ما بقيت المِلـَلُ
وتبقى ذِكراكُمُ ما بقيت المِلـَلُ>
