بقلم – سعيد آل قبطي العسيري:
إنما الأمم الأخلاق مابقيت * فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
مما لاشك فيه أن لكل مجتمع أعراف وعادات مختلفة عن المجتمعات والشعوب الأخرى وقد تتساوى مع بعضها وتتنافى مع البعض الباقي ، ولكنهم جميعاً قد أجمعوا على أن ( القيم )هي أساس الفضيله ، فإن انسلخت قيمهم انسلخت فضائلهم ، وما يميزنا نحن كمجتمع سعودي نبيل ومحافظ عن غيرنا من المجتمعات والشعوب أننا ننتهل قيمنا من كتابنا المقدس ومن سنة نبينا المختار صلى الله عليه وسلم ومن تعاليم ديننا الحنيف الذي ضمن لنا خير أمور دنيانا وآخرتنا ،
للأخلاق الحسنة أمر كبير فــي الإسلام وقد وصف الله بها رسوله قائلاً ( وإنك لعلى خلقٍ عظيم ) ،وجعلها إحدى أسباب بعثة نبيه ومصداق ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ،
ومكارم الأخلاق صفة من صفات العرب بها يمتدحون بعضهم ويتعاملون مع بعضهم فــي جل أمورهم ، هم أسلافنا ونحن خلفهم ،
من المؤسف بل ومن المخزي أن نرى مانراه فــي مواقع التواصل الإجتماعي على فترات متفاوتة ؛ قديمة وحديثة ؛ من سلوكيات وضيعة لا تُعد إلا قدحا فــي الأخلاق وتعدي سافر على الآداب العامة ، كما تُعد أيضاً أموراً دخيلة عالمجتمع ؛ والمؤلم كون رفض المجتمع لها الا انه وبعد أول مقطع ظهر تبعته مقاطع تحوي نفس هوية الفعل بنفس الطريقة أو بطريقة أخرى وكأن ذلك تشجيعاً لمن قبلهم أو إعلان سافر عن انتهاك أخلاقيات المجتمع على العلن، مستبعداً ان يكون ذلك بحثا عن الشهرة بل قد يكون الدافع الاستهتار والهمجية ، والانحراف الفكري ؛
تلك ماكشفته الكاميرات وماأخفته أعظم ،
وحيث أن مرتكبي هذا الفساد الأخلاقي، لم تردعهم تعاليم دينهم ، ولم تمنعهم تقاليدهم وعاداتهم ، وقد فقدوا نخوتهم وحيائهم ، وتجاهلوا الأنظمة والأجهزة الرقابية والتشريعية والتنفيذية ؛لذلك وجب معاقبتهم وقطع دابرهم ؛ ومحاربة أفكارهم ؛ حتى لا تتصدر أفعالهم ؛
فإن تصدرت اليوم ستصبح صيحة الغد ؛
لتجعل منهم قدوة لكل جاهل ومثالاً لكل غافل .
لفته :
*قد يكون ماحصل مؤشر سلبي يدق ناقوس الخطر فــي المجتمع مهدداً أخلاقياته ،
ليكون رد المجتمع السعودي المحافظ والرافض لمثل هذه الدنائات بأن :
الأعراف ليست سجن ،
والآداب العامة ليست انغلاق ،
وانفساخ القيم وانحدار السلوكيات ليست تقدم ،
والإستهتار بالقوانين ليس ازدهاراً .>
احسنت يا سعيد ، وفقك الله