الأقلام الباهتة

علي مشبب آل عبودعندما يجرّ الكاتب قلمه مسطراً مجموعةً من الكلمات في مقال ما  لينشر بين يدي القارئين ،  فإنّ ذلك يعني ترجمته لفكرة لاحت في فضاء خياله ، أو وصفاً لموقف شاهده أو شهده ، أو أخبره عنه أحد الثقاة .
ولهذا فنحن دائماً مانتسائل عند قراءتنا لأي مقال : ماذا يريد الكاتب من هذه المقالة ؟ وماالفكرة التي يريد إيصالها للناس ؟
مانلاحظه من بعض (الكتبة) من المعاصرين والمخضرمين أنهم يشعرون بحاجة ماسة للشهرة ولزيادة أعداد المتابعين لهم ، ولم يعد لديهم من (الإنتاج الإعلامي والثقافي)مايفيد أو يلفت انتباه الناس .
فالمخرج لهم – حسب منظورهم – ليتعرّف عليهم الناس من جديد ، هو الخروج عن المألوف وتجاوز حدود الذوق والمهنيّة .
فتجد أحدهم يتعدّى في أحد أمور الدين ، والآخر يقلل من شأن صاحب علم أو مكانة ، وثالث يتّهمويتهجم دون بيان أو تقصٍّ للحقائق ، وهكذا…
لأنه يعتبر قلمه ــ إن لم يفعل ذلك ــ سيصبح بلا لون أو طعم أو “رائحة” .
ولكنه حينها يكون صاحب قلم بلونٍ باهتٍ ، ورائحةٍ نتنةٍ،
خاتمة القول:
ومامن كاتبٍ إلا سيفنى  **  ويُبقي الدهر ماكتبت يداهُ
فلا تكتب بكفك غير شيء  **  يسرك في القيامة أن تراه

علي مشبب آل عبود  ــ أبها

>

شاهد أيضاً

كلّا والقمر

‏ما أعظم الصبح إذا تنفس ‏فإنه يقضي على كل شر ‏ويجلي كل ظلم ‏ويبطل كل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com