ابني العزيز. اذا لم تكن مصدر سعادتي فلا تكن مصدر شقائي. واذا لم تكن مصدر راحتي فلا تكن مصدر تعاستي. واذا لم تكن مصدر فرحي فلا تكن مصدر حزني. و اعلم ان الناس يرونني في أخلاقك. فاجعلني في أعينهم مربياً فاضلاً. ولا تجعلني مربياً فاشلاً. فإما أن أجد منهم دعوة طيبة ـ رحم الله من ربّاه ـ أو نقداً لاذعاً خاب وخسر أباه.
ابني الغالي. جعلتك في ذهني قبل أن أعلم بوجودك على الأرض فعند زواجي. حرصت أن يكون لك أماً عظيمة. اخترتها من بين النساء لكي لا تخجل أنت أنها أمك. فلا تجعلها تخجل هي أنك ابنها.
اعلم حفظك الله. أن صلاحك واستقامتك ورقيّ اخلاقك لأخوانك قوةً. ولأَخَوَاتك هيبةً. ولوالديك.عزاً . ولوطنك مجداً. ولنفسك حفظاً. ولأمتك فخراً.
والهوى. والتقليد الأعمى. ثم بما قسمه الله لك يجب أن ترضى
ولدي الغالي. اختيار الزوجة قرارك أنت . فاظفر بذات الدين لتُعينك على طاعة الله. وتشاركك واجبات الاسرة وتربية الأولاد.
ابني الغالي. ركّز على أفضل الهوايات مما يبني الجسد. كالرياضة. وينمي العقل. كالقراءة. وابتعد عن أسوأها مما يُضيّع الوقت. ويُفسد الاخلاق. ويهدر المال.
ولدي وفلذة كبدي. عند التعامل مع الناس ستجدُ شخصاً يختارك. لأفضل ما عندك فحافظ عليه. أو يختارك لأسوأ ما عِندَه فابتعد عنه. وشخصاً تختاره لتستفيد منه فاختره بعناية. أو تختاره لمكانته في قلبك. فاحفظ قدره. فالقلوب لاتقرّب إلّا المحبوب. وشخصٌ مفروض عليك. لرابطة القرابة والسكن فاحفظ حق الجوار والقرابة . أو لرابطة الدراسة والعمل فاحفظ حق الزمالة والصحبة.
ثم اعلم أن تكوين العلاقات مداد خير إذا صاحبت أفضل الاصدقاء ديناً وخلقاً وعلماً ممن يعينك على دينك. ويحثك على طاعة والديك . ويقوّي فيك العزيمة والاصرار على التفوّق والنجاح في طلب العلم والدراسة. فبالأولى يحفظك الله ـ {احفظ الله يحفظك} ـ وبالثانية يرضى عنك الله ـ. {رضا الله في رضا الوالدين} وبالثالثة يرفعك الله {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]،
بقلم/ ابراهيم عمير ال عون
>