يتبادر في ذهن الكثير سؤال يعتمد في إجابته على مستوى المجيب فكراً وعملاً ويتردّد طرحه كثيراً بين الحين واﻵخر ، وتكمن صعوبته في مدى وجود الجرأه والشجاعه للإعتراف والتجرّد من النظرات الفوقيّه والدونيّه كذلك التخلّص من المقارنات الجسديه الظاهريّه والتركيز على الروحيّه الباطنيّه منها .
ما نوع العلاقه بين ذوي اﻹحتياجات الخاصه والنبوغ أو الموهبه الحقيقيّه ؟
حين تنظر لهذا السؤال البسيط تركيباً المعقّد تفصيلاً بلا شك القسم اﻷكبر ممّن تطرح عليهم نصّه سيتوجّه إلى المقارنه الأضعف واﻷبسط المجحفه الظالمه التي تهضم حقّ هذه الفئه الغاليه المبدعه فكرياً وجسدياً .
اﻷولويه في كل أمر تذهب للمحرّك اﻷساسي والعنصر اﻷهم المتحكّم في اﻷفعال والتصرّفات ( العقل ) ، والنسبه اﻷكبر في أي مجتمع عندما تذكر لهم مسمّى ذوي اﻹحتياجات الخاصّه تذهب بهم عقولهم إلى أنها إعاقه ( جسديه عقليّه ) وهنا تكتشف من هو المعاق ذهنيّاً بين اﻷصحاء وذوي اﻹحتياجات لتنتقل الصوره إلى الصفاء الذهني وموازنة التصرّفات فتجد النقطه الثانيه من إجراءات المقارنه تسجّل لصالح الفئه المهضومة الحق مجتمعيّاً وقبل ذلك إنسانيّاً ..
الموهبه كنز لا يمتلكه الكثير وكم من شخص قضى حياته بأكملها بحثاً عن موهبه كامنه ودفينه في ذاته إلا أنه لم يستطع وضع يده عليها وإن ذهبنا للمقارنه في الجانب اﻹبداعي سنجد العديد من التجارب التي احدثت تغيّرات علميّه ثابته كان مكتشفوها وعلماؤها في يوم من اﻷيام أضحوكة ومحلّ سخريه ..
ثم آتتهم الفرص وأثبتوا بأن من إنتقص منهم هم مصنّفون ضمن فئة ( العقلاء المرضى عقليّاً والأصحّاء المعاقون جسديّاً ) ..
في أغلب المجالات نجد العديد من مواهب ذوي الإحتياجات الخاصّه ولكن للأسف أن بروزها متوقّف على اﻹكتمال الجسدي ولذلك لم يتم تسليط الضوء على إبداعات من هم أفضل منّا بمراحل في جوانب عدّه ،، ومتى ما إلتفتنا لهم بنظرة مساواة مع كافة طبقات المجتمع وتم دمجهم فيه كجزء رئيس فعليّاً لا صوريّاً سنكتشف كم ظلمنا أنفسنا بمجافاتنا لهم وقسوتنا عليهم ..
حضرت خلال اﻷيّام القليل الماضيه تصفيات بطولة المناطق المؤهّله لنهائيّات المملكه لرفع اﻷثقال والتي إستضافها نادي أبها لذوي اﻹحتياجات الخاصّه
بإختصار رأيت ما كنت أتمنّى أنّني فقدت إحدى عيناي أو كلتاهما ولم أرَ ما أدمى القلب وأبكى العين من فقدان اﻹهتمام بهم وقبل ذلك من بساطتهم ونقاء نفوسهم وخُلقهم العالي وتفائلهم الذي يفتقر إليه الكثير منّا .
علينا أن نُعيد تفسير كلمة ” الدعم ” فـ هي أسمى من أن تقتصر على المادّه فقط ،، هناك ما هو أهم من ذلك ” نفسيّاً ومعنويّاً ” والكثير يحتاج اﻷخير أكثر من سابقه على الرغم من إفتقاده للمادّه ولكنّها ليست ذات أهميّه بالنسبة له .
لن أطيل الحديث وسأترك للجميع حرية المقارنه وفق رؤيته للحقائق ونظرته للواقع ..
* ركزة : منتخب ذوي القدرات الخاصّه كما أسماهـ الزميل عيسى الربعي أثبت بأن اﻹعاقه الجسديّه بالعقل الواعي قد تصنع الكثير ممّا لم يستطع تحقيقه ( منتخب الصحه الجسديّه ذوي العقول المعاقه ) ..
بقلم / عبدالرحمن خليل
>
مقال جميل جداً وهذا يدل على انه يوجد بيننا من يستحق الشكر للجهود المقدمة للفئات الغالية علينا .