
بقلم الكاتب/ عيسى مفرح
الحديث عن تجارب الرحلات وخاصة تلك التي تهدف إلى البحث والاكتشاف بغرض العلم والمعرفة لها مسيرتها التي لا تختصرها مقالة أو مقالتين أو حتى كتاب ،لذا فإنني بعين المستكشف الذي يبحث عن ما وراء الأشياء ،سخَرتُ كل قدرات حواسي لاستنطاق بصيرتي ،لتريني مالم يراه غيري ،فأكون مكتشفاً لسر من أسرار أمة أصبحت اليوم قوة عالمية تتقدم بشكل مذهل نحو مراكز الصدارة العالمية .
هذا لن يأتي من زيارة واحدة ، أيامها معدودة ،ولكنها حددت لي الإشارة إلى المسار الصحيح نحو طريق معرفتها ..
(مبدأ المبادئ)
كان كل يوم يذهب إلى ميدان ( تيانانمن ) لرفع علم بلاده ،قبل أن نلتقي في المكان المتفق عليه !لبدأ برنامجنا اليومي الصارم .
والذي أنجزت فيه زيارة أربعة عشر موقعاً داخل بكين ، منها ثلاثة برفقة صاحبي والبقية بمفردي. غير ما زرت بمقاطعتي (شنغهاي وهانغتشو) سأفرد أخبارها في حينها .
يانغ الشاب الصيني الذي يمثل لي أنموذجاً حياً عن العقل المنفتح للشاب الصيني اليوم ،ليس على أفكار التقدم ببلاده ،بل على العالم أيضاً.
لذلك إن أردتم معرفة أحد أهم أسرار التقدم في الصين اليوم ،هو حبهم الهائل لوطنهم واعتزازهم العميق بهويتهم وجذور تاريخها الموغل في القدم ،بكل مافيه من تنوع ثقافي وعقائدي وقومي..
ولذا فإني دائماً ما أنظر إلى أولئك الذين يحبون أوطانهم (أنهم الثقة كمصدر معرفي في نقل حقائق واقعهم .)
لقد مزجوا حبهم بطموحهم بطريقتهم الخاصة ! عبر إبرةٍ صينيةٍ تحيك تنمية عصرهم الحديث بمخيط تحركه يداً طامحة في تكوين مستقبل الغد..
(دبلوماسية الباندا)
كرمز للصداقة والسلام ،وتعبير للانفتاح على العالم وتجسيد لأحد أهم المعتقدات للثقافة الصينية ،تُهدى دببة الباندا إلى الصديق الجديد للصين ،وشرفت بهذه الهدية من قبل صديقي المهندس يانغ،الذي أبادله وكل أصدقائي الصينيون بالحب والسلام والوفاء.
التعرف على الصين مهمة كبيرة لي،وهدف عظيم .. الوصول إلى كل عوالمه ليس سهلاً ولن يكون مستحيلاً .
لذا فإنني قد بدأت بالتعرف على هذه الأمة العظيمة عبر رحلتين ،ستتكرر لفترة زمنية لن تكون قصيرة بلا شك وستكون بعين إنسان ، أسمه (الحب والسلام )
(تقاطعات لبناء السلام والازدهار)
المشتركات الإنسانية هي قوام للتعايش بين الأمم ،وما يجمع حضارتي العرب والصين عبر أزمنة مختلفة منذ ما قبل الإسلام وحتى عصر الإسلام ثم عصر الدولتين الأموية والعباسية وصولاً إلى عصرنا المزدهر اليوم والذي تشكل رؤية 2030 وما بعدها نظاماً لبناء حضارة سعودية عربية معاصرة تلتقي بمشتركاتها مع الأمم الأخرى حول العالم لتفتح فُرص كثيرة لتكوين تنمية تتشارك في بناءها حضارات مختلفة وهي اللغة الحتمية للتنمية في عصرنا الحاضر.وكشاب رحالة ومستكشف أرى أن الصين في العصر الحديث عوالم لم تُكتشف بعد .. مهما كُتب أو وثق بصرياً عنها ولي في مسيرة رحلتي دلائل.
دمتم بسلام .
عسير صحيفة عسير الإلكترونية