صحيفة عسير – تقرير – حنيف آل ثعيل :
قدوة يقتدى به في بر الوالدين لم يترك والده في مستشفيات النقاهة التي يكثر بها من ابتعد عنهم ابناءهم ، قام برعايته منذ عشرات السنين ، لم يفارقه لحظة واحدة لأكثر من ثمان سنوات ، بل ينام معه في نفس الغرفة التي خصصها له بالرغم من عجز والده عن الحركة كلياً وعن السمع والرؤية والكلام والأكل والشرب الا عن طريق انبوب طبي إلا انه آثر على نفسه خدمة والده الذي يبلغ من العمر 110 سنوات في غرفة متكاملة في منزله ، وأن والده يميزه عن بقية الآخرين باللمس الذي يميز به الوالد ابنه عن سائر الناس ، وأن والده لا يقبل اي مساعدة من غيره .
الاستاذ علي بن صالح الشهري يروي قصة والده لـ(عسير) قائلاً : أن والده من مواليد المنطقة الجنوبية في بلاد بني شهر ، حيث عاش في صغره فاقد الأب ، وعاش مع والدته ومع شقيقه الأكبر ، كان في بداية حياته عسكرياً ضمن القوات المسلحة في جدة ، وكان من ضمن الناس الذين استقبلوا الملك عبدالعزيز رحمه الله في اول زيارة له في جدة ، ثم بعد هذه الزيارة اخذ اجازة ورجع لوالدته في المنطقة الجنوبية ، بعد ذلك اصيب بمرض “الحمى الشوكية”مما اثر على سمعه ، كما أصيب بانسداد في الاذن ، مما اجبره للفصل من العسكرية وبدأ يمارس حياته في التجارة ووفق بفضل الله ومارس التجارة وتعاهد هو وشقيقه بتامين الناس بـ” القمح ” .في وقت انتشر فيه مرض الطاعون بسبب الجوع ، وكان من اخذ من “القمح ” شيئاً لا يشترطون عليه ثمناً بل يكون السداد بعد تيسير الحال في اي وقت .
ونختم هذه القصة الجميلة بقوله تعالى ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ) .>