الثقافة والفنون بأبها : ” إبن عشقه ” يعود بشعره و هيبته بعد سنوات من رحيله

صحيفة عسير ــ أبها

نظمت جمعية الثقافة و الفنون بأبها أمسية تكريمية للشاعر الراحل علي بن شاهر ” بن عشقه ” تناولت سيرة حياته و تجربته الشعرية الحافلة تصدر فيها ميادين الطرب في منطقة عسير سراة و تهامة، بمشاركة المهتم بالطرب الشعبي عيسى عايض النجيمي و حفيد المكرم صالح آل شاهر و الباحث التراثي محمد عبدالله الجوني و أدارها الشاعر أحمد المازني وذلك بمسرح المكتبة العامة بأبها .
.

وبدأت الأمسية بكلمة لمدير الجمعية أحمد السروي بين فيها أن ذلك يأتي ضمن إستراتيجية كبيرة تقوم عليها الجمعية بتكريم كل رواد الفنون بكافة أشكالها و أنواعها و يمثل الشاعر علي بن شاهر ” ابر عشقة” رحمه الله ظاهرة لم تتكرر في ابتكار المفردة، وحبك الجملة الشعرية، وتناسق الكلمات الوصفية، بشكل فني بديع ساهم في حفظ و استذكار قصائده ومشاركاته التي كانت عنواناً عريضا لنجاح اي مناسبة يحضرها على مدى قرن من الزمان غنى فيها للأرض والإنسان والجمال والحياة كاشفاً عن مشروع تعاوني تقوم عليه الجمعية يحفظ للموروث الشعبي تاريخه و ألوانه و ألحانه و أساليبه الصوتية .

ثم تحدث حفيد الشاعر المكرم صالح بن شاهر عن حياة جدة ” بن عشقه ” مبيناً أنها لم تشهد تحولات كبرى في مستواه المادي حيث كان بسيطاً يحمل في قلبه حباً للطرب و الميدان الحماسي في البدع و الرد، و أسهم بمقولاته في حل مشاكل قبلية و اسرية عديدة، مبيناً أن قصة زواجه كانت مفاجأة نسقها الشاعر الراحل وصديقه الثوابي في سوق الأحد وأنشد قصيدة الشهيرة في دكان عبدالقادر برجال ألمع :

سلام ياسيف بريع صلدمياً صلصلي

ياغلام مثل صلو النار تحرق من تصالي

و بين الباحث التراثي محمد عبدالله الجوني أن المدارس الشعرية تنوعت لكنها وقفت أمام مدرسة خاصة للشاعر علي بن شاهر بن عشقه بقدرته على الحبك المعنى و تطويع القوافي و المعاني بما يحقق لليالي عسير طرباً شجياً تتناقله القبائل فيما بينها دون إعلام موثق أو ناقل بل كان حب الناس و سرعة حفظهم سبباً في سهولة حفظ هذه القصائد .

و أشار الجوني إلى أن بن عشقه شاعر بيئي ارتبط بأرضه و تغزل فيها بعفاف مثل قوله :

امصقر في امسودة وابن عشقة جناح له

لويفــقــده يـــوم بكــــت عينه ونـــاح له

مع الذي ينوح

والذيب له قلبين واعيون لوايحي

من جهته بين المهتم بالطرب الشعبي عيسى النجيمي أن ” بن عشقه ” يعد شخصية مختلفة و جديرة بالاحترام مع تقديريه للميدان الشعري و جديته في بدعه و رده على الشعراء مع إصراره على لبس المؤديين المرافقين معه للمحزم الشعبي كجزء من الأناقة و هيبة الظهور، منوهاً بدوره في وضع سياسة و أسلوب خاص للفن الشعبي عبر مفردات غير مسبوقة و شقر محبوك، كاشفاً عن عمل توثيق خاص لفن الخطوة بأشعار بن عشقه بكل ألوانها و نواحيها .

ثم انشد النجيمي مع الحضور عدداً من الألوان الشعبية التي توضح شعرية المحتفى به و بعض من الردود بينه و بين الشعار .

وفي مداخلات الحضور بين الشاعر إبراهيم أبو خيرة أن ” بن عشقه ” أتعب من بعده في البدع الشعري و أحكم قبضته على المحراف الشعري و سبق الجميع فيه، وحقق نجاحاً في زمن طربي يعشق الشعر و الطرب في كل حدث سعيد من ختان أو زواج أو سموة أو ترحيب مع غزارة شعرية باذخة الجمال .

ثم تحدث الشاعر و الأديب ابراهيم طالع ان قامة الشاعر علي بن شاهر كبيرة يصعب أن تمر هكذا لكن هناك مشكلة في اخراج التراث الشعبي، و أضاف ما نسميه اللغة الفصحى فهناك اللغة الأفصح و هي ما سمعناه من ابائنا و اجدادنا فلم تأتي من خارج جزيرة العرب بل نبعت من جبالها و سهولها و ارضها و إنسانها .

و شارك الشاعر عبدالعزيز العلكمي و القاص عبدالله السلمي و مرعي عسيري بعدد من المداخلات التي أثرت الحوار .

وفي ختام الأمسية كرم مدير الجمعية المحاضرين و قدم تكريماً خاصاً لأسرة الفقيد الراحل .

 

>

شاهد أيضاً

الكاتبة ” سرَّاء آل رويجح ” في حوار خاص لـ” عسير ” : الجمر أيقونة ألم … والرقص أيقونة نجاح

صحيفة عسير – لقاء خاص : تمتلك الكاتبة سرَّاء عبدالوهاب فايز آل رويجح ، قدرات …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com