صحيفة عسير – سعيد محيا :
برزت أعمال الفنانة التشكيلية السعودية عفاف دعجم في معرضها ومرسمها رقم واحد من بين مراسم قرية المفتاحة التشكيلية بموقع مركز الملك فهد الثقافي في مدينة أبها إلى التنوع لخطوط ومدرسة القط العسيري حيث تأخذك تلك الخطوط بألوانها وأدق تفاصيلها إلى جمال تلك الأعمال بكافة التنوع ولعل ما يميزها الجلسة التراثية للمجلس الذي يحكي هوية الفن والتراث والمجلس العسيري .
برعت الفنانة عفاف في تنوع أعمالها الفنية التي عرضتها في مرسمها وبعض المشاركات في معارض مختلفة داخل وخارج الوطن ، حيث تمكنت تلك الأعمال الفنية من نيل إعجاب النقاد والمهتمين بالفنون التشكيلية بلوحاتها وتميز تلك الأعمال بتنوع القط الجنوبي بكافة أشكاله وصوره وألوانه .
يشار إلى أن الفنانة عفاف دعجم عضوة في الجمعية العربية السعودية للفنون التشكيلية بأبها وعضوية جمعية جسفت التشكيلية وتحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال وحاصلة على عدد من الدورات للفنون التشكيلية ، ولها العديد من المشاركات الخارجية والداخلية كان ابرزها المشاركة في مؤوسسة التركواز ماونتن البريطانية لتطوير الحرف السعودية والمشاركة في ورشة التراث الثقافي الغير مادي القائم على المجتمعات المحلية والمساهمة في تسجيل ملف القط العسيري باليونسكو من قبل هيئة السياحة والتراث الوطني ، كما شاركت في جدارية القط العسيري برعاية أمير منطقة عسير ، شاركت بترميم وتصميم القط العسيري بقصر ابو ملحة بمتحف عسير الإقليمي في أبها ، كما يوجد لها مشاركة في تقديم القط العسيري في أيام الشارقة التراثية لعام ٢٠١٨م بدعوة من معهد الشارقة للتراث ، وتعتبر الفنانة عفاف دعجم صاحبة مبادرة اروكاريا لترميم وتزيين وتجميل مسرح ابو خيال في مدينة أبها، شاركت الفنانة في تقديم القط العسيري في ملتقى سوق السفر العالمي في لندن ، كما شاركت مؤخراً في فعالية إيفا تحت مظلة مسك الخيرية ، وتعتبر الفنانة عفاف مدربة القط العسيري تحت مظلة وزارة الثقافة.
الأسلوب الفني للفنانة عفاف دعجم يأخذك بين القط العسيري والتجريد الرمزي إلى جانب المبادرات على مستوى المنطقة وعلى المستوى العام و على مستوى خارج الوطن .
تحدثت الفنانة عفاف بأن القط العسيري هو فن من الفنون النسائيّة التقليديّة لزخرفة الجدران الداخليّة للمنازل والقصور الأثرية والتاريخية وثقافة المكان في منطقة عسير ، حيث برعت به أغلب النساء في المجتمع لزخرفة الجدران الداخليّة وبالتحديد غرف الضيوف في تلك القصور الأثرية والتاريخية في ذلك الوقت وكانت الألوان تستخلص في السابق من لحاء الشجر ومن الورود والحشائش وكذلك أنواع من الحجر والفحم ، بينما يستخدم شعر ذيل الماعز أو الأغصان كأداة للتلوين.
وتختلف أشكال الزخرفة من منطقة إلى أخرى، ففي بعضها ترسم النسوة زخرفات بأشكال كبيرة ، وفي أخرى يرسمن أشكالاً ناعمة ذات تفاصيل دقيقة.
وفي وقتنا الحاضر أصبحت الفلل وبعض القصور الحديثة لا تخلو من وجود القط العسيري في لوحات مرسوم عليها القط أو داخل بعض الغرف أو صالون الجلوس او المجلس الشعبي او التراثي تجد القط العسيري حاضر .
وقالت أن فن القط العسيري أصبح اليوم يمارس من قبل الفنانين والمصممين والمهندسين من الرجال والنساء ، وتجدر الإشارة بأن هذا الفن أصبح منتشر وموجود في ممرات بعض الإدارات الحكومية والمؤسسات والشركات في المنطقة وبارز في بعض خلفية المسارح وفي الكثير من الاعلانات وبعض المنتجات ومحلات بيع التراث والهدايا ، ويسجل اختلاف القط في المنطقة حيث يختلف دقة الخطوط والألوان تجد إختلاف القط الموجود في قصور قبائل رجال ألمع عن بقية قصور القبائل مثل قحطان ووادعة الجنوب وقبائل رجال الحجر وقبائل شهران وغيرها من القبائل التي لا تزال القصور الأثرية والتاريخية شامخة فيها حتى وقتنا الحاضر .
>