هاهي محافظة محايل، تسطع شمس مجدها، ويطل البدر فيها ولو كان في آخر الشهر، لا لشيءٍ إلا لأنها محافظة الشهداء، وصدر الكرامة لهذا الوطن.
صدرٌ زينته بنياشين البطولة، ونجومٍ من خيرة أبنائها، وصفوة رجالها، مضوا لدروب العزة، بقلوبٍ لاتهاب الموت، وتطلب الشهادة في سبيل الله ثم سبيل الوطن، كما يطلب عشاق الحياة الحياة وأكثر.
جادت بشبابها، كماجادت الخنساء ببنيها يوم معركة القادسية، فاستحقت أن يُطلق عليها لقب ( محافظة الشهداء) ، كما استحقت الخنساء لقب ( أم الشهداء) .
والحقيقة أن محافظة محايل ليس جديداً عليها هذا المجد، وليس غريباً على أهلها البطولات والتضحيات، والذود عن الدين والوطن والعرض.
فقد خلد التاريخ بطولاتهم واستبسالهم ،في صد الحملات العثمانية على عسير وبعض أجزاء من الوطن خلال القرن الماضي، وقد قدمت الكثير من الشهداء الذين أبوا أن تطأ قدم الغازي العثماني أرض وطنهم وفيهم رجلٌ مازالت الدماء تجري في عروقه، وفي صدره نَفَسٌ من حياة.
إنهم ذريةٌ بعضها من بعض، فأبطال صدر الكرامة اليوم، هم أحفاد أبطال صدر الكرامة بالأمس، وامتداداً لتاريخٍ مرصعٍ بالبطولة والشجاعة والرجولة في أبهى وأسمى معانيها.
وما كان للأبناء أن يخالفوا نهج الأجداد، لذا تسابقوا لميدان الجهاد والدفاع عن دينهم ووطنهم بنفوسٍ متوثبةٍ، وأرواحٍ تواقةٍ للشهادة، مؤمنين بأن وجودهم على حدود الوطن، هو مكانهم الطبيعي اللائق برجولتهم وشجاعتهم وتاريخهم الموغل في البطولة والفداء.
ولأجل كل ذلك جاء التكريم لهم في فعاليات ( صدر الكرامة)، كنيشانٍ كبيرٍ يزين صدور أهاليهم، ويزين صدر أمهم العظيمة ( محافظة محايل) ، وبحضور أمير منطقة عسير سمو الأمير/ تركي بن طلال، وأطل معه في سماء محايل البدر سمو الأميرالشاعر/ بدر بن عبدالمحسن.
فغدا المحاق فيها بدراً مكتمل الجمال والضياء ، وسُر الجميع ب(صدر الكرامة)، حيث نالت محافظة الشهداء مايليق بها وبأبنائها من مجدٍ ،وتكريمٍ واحتفاء.
ليعلم أهلها أن كل تلك الأرواح النقية ، والدماء الزكية التي انسكبت على حدود الوطن لم تكن لتذهب هباءً أبدأ.
عاشت محافظة محايل الأبية، وعاش الوطن الغالي في ظل قيادتنا الحكيمة.
بقلم الكاتبة / عائشة عسيري>