بقلم – أ . سارة سعيد جبار المعاوي
في الحديث الحسن “أحْبِبْ حبيبَكَ هوْنًا ما ، عَسَى أنْ يَكونَ بَغيضَكَ يومًا ما ، و أبْغِضْ بغيضَكَ هوْنًا ما ، عَسَى أنْ يكونَ حبيبَكَ يومًا مَا”
“هوناً” مبدأ عظيم في ديننا يضبط لنا مشاعرنا بل أمور حياتنا كلها
فإذا كرهت شخصاً فلا تقطع كل وسائل الود معه بل أبق شيئاً منها ولو كان السلام حين اللقاء؛ فربما كان يوماً ما، هو أقرب إليك وحاجتك بين يديه!
وإذا أحببت شخصاً فلا تُعلق نفسك به كثيراً لأنه إحدى ثلاث:
إما أن يغلب عليه طبع الإنسان فينساك
أو يغلب عليه طبع القلب فيتقلب عليك
أو سيرحل عنك يوماً ما، “أحبب من شئت فإنك مفارقه”
“هوناً” في تعاملك فلا تكن ليناً فتُعصر ولا قاسياً فتُكسر
وهوناً في غضبك” فالندم على لحظات الغضب لا يُطاق!
وإذا أحببت شيئاً ف “هوناً ” لأنه ربما كان وباءً عليك!
وإذا رسمت لنفسك حلماً، فلا تتعلق بتحقيقه كثيراً بل “هوناً ” حتى لاتُصدم مشاعرك حين لا يتحقق!
التوازن مَطْلَب والتعلق مرفوض!!
ولكي تكون ناجحاً في حياتك، إرفع سقف طموحاتك إلى أكثر مما تستطيع، واخفض سقف توقعاتك إلى أقل مما تستطيع،،
وكن فِي حبك هوناً
وفِي بغضك هوناً
وفِي غضبك هوناً
وفِي قراراتك هوناً
وفِي أخذك للأمور هوناً
لا إفراط ولا تفريط
بل “هوناً وسطاً” ” بعيداً عن أي انفعال أو حمية عاطفية،،
فالاتزان العاطفي يمكِّننا من الحفاظ والثبات على مواقفنا، من دون الانهيار والتعرض لنكسات تحد من تقدمنا في الحياة،
بل حتى مع أبنائنا لنغرس فيهم مبدأ “هوناً ” فإذا تعلق ابنك بشيء سَلْهُ عن مشاعره إذا تم أمره وإذا لم يتم؟!حتى تهذب نفسه ،، لنربيهم دائماً على توقع الأمرين حتى نغرس فيهم عقيدة “الرضا بالقدر خيره وشره”
صلى الله وسلم على من هذب فوضى مشاعرنا وعلمها حديث “هوناً ما”.
مشرفة تربوية بإدارة تعليم بيشة>
في الصميم بارك الله فيك?
دائماً أستاذة سارة كلماتك متألقة وتنحت شيئا في أنفسنا والميدان يشهد لك بذلك
نفع الله بك
مقال في الصميم ينم عن فكر راقي وإسلوب رائع كروعة كاتبه بورك قلمك أ/ سارة ونفع بك
يالروعة الأسلوب.. مقال مؤثر?