حسام ذيبان
التبرج و الانحلال الأخلاقي و الديني ليس تطور يا نساء المملكة ، المرأة هي شريكة الحياة و هي من سواعد التنمية لا محالة ، ولكن ليس بتبرجها و انحلالها الأخلاقي و الديني ، بل بعلمها و عقول النساء النيرة التي تبني الأجيال ولا تهدمها ، فالمرأة التي تريد المشاركة في التنمية و تقدم الأوطان تجمع بين الأصالة و الحاضر ، تحافظ على هويتها الإسلامية و تتقدم نحو القمم في علمها وثقافتها ، كم يسعدنا حين نرى مرأة سعودية مسلمة تصعد لأعالي القمم بكل قوة و تقدم بعلمها وتحصل على أعلى الشهادات و الدرجات ، وتمثلنا في أقوى المحافل العلمية و العملية على مستوى الشعوب ، ولكن أيضاً يؤلمنا حين نرى مرأة سعودية رأت حريتها وتقدمها في الانحلال و التبرج و تخلت عن دينها و قيمها وجعلت نفسها سلعة سهلة في أيادي كل ساذج و منحل ، بعد ما كانت مصونة في دينها و عرضها .
قيادة المملكة أعطت المرأة حقها كاملاً في المشاركة في بناء المستقبل و الرقي بالوطن ، فجعلت المرأة تتبوأ المناصب القيادية و تندمج في الأعمال السياسية ، وكل ذلك لما لمسته القيادة من قوة علمية لدى نساء المملكة حينما يريدون أن يسخروا امكانياتهم بالشكل الصحيح ، المرأة حفظ لها الدين ثم القيادة حقوقها كاملة غير منقوصة ، فكانت القرارات تجعل المرأة تتقدم يوم بعد يوم في العلم و المعرفة العلمية و العملية ، ولكن للأسف بأن البعض فسر هذا الحراك الذي يصب في مصلحة المرأة السعودية بشكل خاطئ ، فكان فكرهم بأن تلك القرارات تدعو للتبرج و الانحلال الأخلاقي و الديني ، وهي في الواقع ليست كذلك و إنما هي لجعل المرأة السعودية شريكة في التنمية و الرقي بالوطن ، بثقافتها و علمها وليس بتبرجها وانحلالها ، كم كنا نتمنى بأن يعوا ما تهدف له تلك القرارات و يعملوا بها بالشكل الصحيح ، لأن قيادة المملكة حافظت ومنذ توحيد هذا الوطن أولاً على الدين ثم كرامة الشعب و رقيه ، ولم ولن يكن في يوم من الأيام هناك توجه للتخلي عن الدين ، أو نشر المعاصي و الفتن في الأوساط السعودية ، فكيف لكم بأن تقولوا أن هذه القرارات هي من سمحت لكم بفعل كل هذا ، وهي في الحقيقة لو نظرنا لها بتمعن و عقلانية رأينا بأنها ليست كذلك ، و أنها فقط تدعو لنبذ التشدد و إعطاء المرأة حقها اللذي سنه لها الدين .
الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية شددت على كرامة المرأة و حفظ حقوقها ، بما يحفظ لها عرضها ويصون عفتها ، وللأسف نجد من يرمي بتلك الآيات و الأحاديث خلف ظهره ، ويقول لابد أن نتطور و نتقدم و نبتعد عن الرجعية ، أي تطور و أي تقدم تتحدثون عنه ؟ ، إن كان هذا هو ما تدعون بأنه تطور و تطالبون به وتقولون بأننا لن نتقدم إلا بذلك ، فلاشكر الله سعيكم و رد كيدكم في نحوركم ، ليس هذا تطور و لا تقدم بل ابتعاد عن الدين و فتح باب لجعل المرأة تخرج من ثوب الستر لثوب التبرج .
الدين الصحيح لايقول بأن المرأة حبيسة البيوت و نعتبرها عالة على المجتمعات و طردها من المشاركة في الحياة الطبيعية و القيام بأعمال تشارك في بناء الوطن ، و لا أيضاً يقول بأن نخرجها بشكل مخزي يجعلها في خطر دائم ونجردها من عفتها وسترها ، و النصوص التي حفظت للمرأة حقوقها دون نقصان وصانها من العبث كثيرة ، فالدين الإسلامي الصحيح أوصى بالعفة و غض الأبصار و الستر ومن الأدلة على ذلك : قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ ، وقال تعالى : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ، هذه الأدلة القرآنية وغيرها تدعو المرأة للستر و عدم التبرج ، فكيف لنا أن نخالف ذلك ونرى ذلك من التطور و التقدم .
ختاماً نستطيع أن نجعل من أنفسنا مجتمعاً متطوراً وراقياً في الفكر و التعامل دون أن نخالف الدين ، و تستطيع المرأة التي هي الأم و الأخت و الزوجة و الإبنة جعل نفسها في أعلى القمم دون التخلي عن سترها و عفتها ، المرأة هي شريكة الرجل منذ أن خلق سيدنا آدم وزوجته ، فهي الأم التي تربي الرجل ، وهي الأخت التي تقف معه في المصائب ، وهي الزوجة التي تساعده في حياته ، وهي الإبنة التي تضيء له حياته ، فكيف نقول بأن المرأة مهمشة وهي كل ذلك ، المرأة مصانة في الدين و المجتمعات منذ العصور الأولى ، و الدين الإسلامي الصحيح كفل لها كل حقوقها دون نقصان .
وكلنا ثقة بأن القيادة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده ، ستقف بحزم ضد كل من يفسر القرارات و التوجيهات بشكل خاطئ ، ويحاول تشويهها ويخلق الفتن في المجتمع ، القيادة ولله الحمد تتخذ قراراتها بعد الرجوع لكتاب الله وسنة نبيه ، ولن تكون في يوم من الأيام كما تقولون .
>