رسائل من الرعيل الأول
لحملة لواء تعليمنا اليوم
الى قادة المدارس والمعلمين والمعلمات لعام 1441هـ
ومبارك للجميع العام الدراسي
ولكم سلام من قادة الرعيل الأول
و قوة الأُمة من قُوة تعليمها
والى الطلاب والطالبات
قم للمعلم وفهِ التبجيلاَ
كاد المعلمُ ان يكون رسولَ
وإلى رسل المحبة والسلام
لكم أجمل محبـة وسلام على اشرف بشر بعد الأنبيـاء ونحنُ على ابواب عام جديد اقول لكم :
سيروا والله معكم والتوفيق حليفكم
فزمانكم زمن العولمة والتقنية
وعليكم استعمال اللسانين معاً
( فعلوا دورهما تفعيلاًيليقُ بكم )
وليس لسانٌ واحداً وعدم الإعتماد على التقنية الحديثة من اجل تعليم افضل وخط جميل ومقرؤ
ولكم بعض الرسائل من الرعيل الأول بقصد ربط الماضي بالحاضر إن امكنكم ذلك
سلامُ لمن بنواأنفساً وعقولاَ
وسلام على تلك الشموع التي كانت تحترق لإصدار ضوء للآخرين سلام على تلك الأصوات التي تبوح من اجل تعليمنا الكل قبل الجزء ( أ ، ب، ت ،ث ،ج، ح)
ابكونا للعلم وعاقبوناللإستقامة
فلهم منا الإحترام والسمع والطاعةسلام ورحمة وغفران لمن رحلوا سواء برحلة وعودة اورحلة ابدية ودعاء بصحة وهناء لمن بقي منهم حياة سعيدة آمنة لمن تقاعد منهم وأنا منهـم والحمد لله على كل حال سلام على الذين ما ظَلموا مهما ظُلِمـوامن قبل عثرات ذلك الزمن
سلام على أُمـناء الحروف ومُعلمي الصفوف سلامُ على من ينظرون لجميع الطلاب نظرة مساواة وعدل سلام على من كانوا يمتطون الموتر سيكل والدباب والفرت الحمر والجيب حبة وربع ابو شراع والدادسون م 80
( يهل الونيت الحمر لوحات نقل الحجاز
بالله عليكم رسالتنا تودونهـا)
سلام على الجيوب المملؤة بأقلام مختلفة الألوان خاصة القلم ابو غماز فيه عدة ألوان تذكرون
سلام على تلك الأيادي التي كانت تكتب على السبورة وهي مُشبعةُ بل مُخضبة بالطباشير .
أيام كان المعلمُ يكتب بالطبشورة
على السبورة ثم تنتهي فيرسل احد الطلاب للفصول طالباً طبشورة للمعلم الفلاني فهل تذكرون ؟
والسبورة كانت بمثابة شاشة التلفاز الآن نأخذ منها العلم
وكانت مثل الكليشة الآن
أيادٍ كانت تكتب حباً وسلاماً وعلماً واحتراماً وعدلاً وإخلاصاً
سلام على تلك السبورة التي ماضاقٓت يوماً من حروف وعبارات كُتِبَت عليها وكانت بمثابة نهر جارٍ بماء عذب ( العلم)
وكم من عين نظرت فيها وإليهـا
وكم من يدٍ كتبت عليها بل ومرت عليها أُخـرى ماسحة ما كٌتِبَ عليها
من أجل درسٍ جديد ومعلم جاد
أيام كنا نتسابق لمسح السبورة وهي بمثابة مخزن معلومات مختلفةويُكتبُ عليها في كل حصة
عناصر الدرس وتعلق عليها بعض الوسائل أيام كانت الوسيلة تعني الكثير من دقة الملاحظة لدى الطالب وتربط الطالب بالموضوع
وكان يكتب على السبورة الآتي:
اليوم والتاريخ ،الموضوع ،امثلة الدرس ،الشرح ،التطبيق ،
المناقشة الخلاصة قراءة الدرس
الواجب المنزلي فهل تذكرون؟
سلام على العبارة الشهيرة
( أعد كتابة الموضوع 5 مرات)
سلام على دفاتر التحضير التي كانت بمثابة رفيق درب وعلم للمعلم بل هي وثيقة عمل تربوي وخطة عمل لمدة عام دراسي وكان مديرُ المدرسة يطلعُ عليها يومياً وله في احد اركان دفتر التحضير موقعاً يُرَكنُ فيه مثلاً:
نظر مع الشكر
أين تحضير الأمس؟
أين توزيع المنهج ؟ هل تذكرون؟
وكنا نتقبل ذلك بصدرٍ رحب
وكان دفتر التحضير يعكسُ شخصية المعلم بل مرآة عاكسة لمهاراته التعليمية والتحصيلية
التي كان يطلعُ عليها
المفتش ،الموجه ، المشرف أثناء زيارته للمدرسة قبل مشرفي التخصصات الان كان المفتشُ اذا زار المدرسة تركَ أثراً ويعلمٌ به جميع منسوبي المدرسة وكان جميع الزملاء بالمدرسةيتسابقون على دفتر الزيارة لمعرفة مادونه المفتش حيال كل معلم
وكانت كتابات وتوجيهات المفتشين في ذلك الوقت عبارة عن وثيقة تربوية يمكن الرجوع إليها في اي وقت
الآن من الممكن أن المشرف يزور المدرسة ويخرج منها بدون علم بعض المعلمين، وقد لا يترك أثراً
أليس كذلك يارفاق؟ وليس ذلك للعموم وكان المفتشٌ يدوِّن بعض التوجيهات للمعلمين ويتم تقبلها بصدرٍ رٓحِب وكم كان المعلمون يحتفظون بتلك الدفاتر ( التحضير)
بعد نهايتها اما في مكتبة المدرسة ذات الأدراج الرصاصية او في غرفة المعلمين فهل تذكرون ؟
سلام على براد الشاي المعد من قبل فراش المدرسة في ذلك الوقت مع ما تيسر من إفطار جماعي محلي قبل انتشارمطاعم وبوفيات الزيوت
شيخُ وقور يُعد الشاي للمعلمين بنفسٍ طاهرةٍ ونقية وزمن جميل
كانوا يقولون له تسلم ياعم مثلاً
كلمة احترام وتقدير له رحمه الله
سلام على الماء البارد من الزير
لا تحلية ولا تنقية لا صفا ولا نوفا
سلام على الأحاديث الدائرة بين المعلمين بين الحصص او حصة الفراغ طبعاً قبل الجوال فهل تذكرون؟
سلام وسلام على محاسب الإدارة عندما يصلُ للمدرسة لصرف الرواتب وأحياناً يكون برفقته رجل أمن( خوي من الإمارة ) وهو مددج بالسلاح برتكول امني فقط والأمن موجود ولله الحمد
ثم تضع ذلك الراتب المبروك في جيبك قبل مجئ الصراف الآلي
وبعضهم يسميه الآن
( السراق الآلي)
سلام على من يتسابقون على حِصص الإنتظارمعزة واحترام
( قبل الجوال )
سلامٌ على من يصححون الواجب المنزلي للطلاب في غرفة المعلمين قبل الجوال
سلام على صافرة المدرسة وعلاقتها بمعلم الرياضة قبل مجي الجرس النُحاسي هل تذكرون؟
سلام على المنافسات الرياضية
في اوقات الفسح بين المعلمين
وخاصة كرة الطائرة او الشبكة
سلام على المنافسات الثقافية بين الفصول لمن الكأس ؟ او طلابنا في الميدان و رحم الله المذيع غالب كامل
سلام على لجنة التحكيم ذلك الوقت خاصةً عندما يتعادل الفريقان ثم يُطرح سوالاً للترجيح
وسلام على الصحف الحائطية التي كانت تعلق في ردهات المدرسة او امام الفصول
وكانت تلك الصحف كاشفة المواهب من الطلاب
سلام على الحفلات المدرسية
وماكان لها من واقع في نفوس الجميع وسلام على المسرح المدرسي صانع عمالقة العلم والفن والمعرفةذلك المسرح متواضع الإمكانات سطحهُ من طاولات الطلاب مُغطاة بشي من الفرش العتيق
ستارته يدوية التكوين قد تشاهد بها الوان الطيف السبعة من القماش قطعة من هنا وأخرى من هناك وتٌفتح الستارة وتغلق يدوياًبطالبين يقف كل منهما بزاوية المسرح
الإضاءة كانت بدائية عبارة عن فوانيس او اتريكات ابو فتيلة
وكم من ذكريات مع تلك الآلات
(باح القاز ، انطقت الفتيلة خربت الجلدة وهكذا
الجمهور يعيش ويتعايش مع المسرح في هدوء يشوبه ظلام دامس واستمتاع جميل
وكان الجميع حريصين على انجاح الحفل من اهالي وغيرهم
التعاون شعارهم وهنافي بيشة وحسب معرفتي بالمسرح أيام دراستنا بالمعهد العلمي عام 91- 96هـ
، كنتٌ من عشاق المسرح
انا وبعض الزملاء
عبد الله سعد جويعد
ناصر ظافر بن طويحيس
حيثٌ كان المسرح المتنفس الوحيدلكشف المواهب
ولازلت اذكر عندما يقف على خشبة المسرح عدد من الطلاب يمثلون الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي وكذلك دور الأهالي عندما يشاركون عصراً بالعرض الرياضي فقرة شد الحبل ممتعة حقاً وليلاً على المسرح الفنون الشعبية متوشحين بلباس شعبي ولك ان تتصور الأهالي بعد نهاية الحفل كل ينادي على اولاده
لأنه لايوجد كهرباءثم يأخذ اولاده ويذهب لبيته مشياًعلى الأقدام والحوار يدور بينهم بكذا وكذا
والجوائز، كانت اغلبها قلم رصاص
او براية او علبة تشاكيل او كراسة رسم او علبة هندسة شي عظيم جداًبمعنى الكيف لا الكم في كل شي سلامٌ على ذلك التعليم الذي يبدأ العام الدراسي كاملاً دون انقطاع لا عطلات فصلية ولا انتقالية ولا تعليق لدراسة بسبب حالة جوية او مطرية
وكأن الدراسة اشبه بعمل عمارة على المفتاح تكة واحدة من او السنة الى آخرها وكانت الإجازة لها طعم خاص
بعد استلام الطلاب الشهادات خاصةًً اذا كانت سالمة من ذات الدوائر الحمراء سلام على ايام كانت الاختبارات فيه تحريرية من اول ابتدائي الى ثالث ثانوي من اجل خط جميل ومقروء
لأن الخط الجميل فيه راحة للعيون ونزهة للقلوب بل وجمال الخط يزيد الحق وضوحاً وهو من مفاتيح الرزق قبل جهاز الكمبيوتر والخطاطين وقبل التقويم المستمر ولو أنني مع ذلك التقويم لو طُبِق صح
كان بودي ان استمر في رصد شي من ذات التعليم في عصرنا ومخرجاته الجميلة
لكن الموضوع يحتاج لأكثر من مقال وأنا وأقراني ومن سبقنا نراوح بين ذكريات ماضٍ تليد ويزداد بُعداً وبين آمالٍ وطموحات لمستقبل مشرقٍ آت لجيلنا اليوم مقروناً برؤية 2030 بإذن الله
ولدينا مفهوم وثقافة أمل لا إحباط
والقافلةُ تسير ورُبانها سلمان الحزم والعزم
وسلام على بٌناة العقول ومروضي الأنفس
ودمتم للنخوة والأخوة والأصالة قادة
ودمتم منارة علم وعز وكرامة
فهل يعودالمسرح لتعود المواهب؟
فلولا العلم ما سٓعِدٓت رجال
ولاعُرِفَ الحـلالُ مـن الحرام
ومرتِ الأيام
وتغرٌبٌ الدموع عند وداع من نٌحب
وأنا أٌحبٌ المـسـرح .
ظافرعايض سعدان
بيشة 29/ 12/ 1440هـ>