صحيفة عسير – سالم عروي :
بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز اختتمت امس الخميس فعاليات المؤتمر الدولي الأول للبيئات الجبلية شبه الجافة الذي عُقِد في مدينة أبها على مدار الثلاثة أيام الماضية، حيث قدم المشاركون في نهايته عدد من التوصيات والرؤى المستقبلية الخاصة بتنمية عسير والبيئات المشابهة.
أتت أعمال المؤتمر متضمنة مشاركة أكثر من 58 ضيف ما بين باحث أكاديميين ومتخصصيين وأصحاب خبرات في مجال البيئة والحفاظ عليها، أتى المشاركون من نحو 16 دولة حول العالم، وذلك أملًا في أن تساهم مشاركاتهم في دعم خطط التنمية بالمنطقة.
هذا وقد أقيم على هامش المؤتمر معرض مصاحب شارك فيه وزارة البيئة والمياه والزراعة وجامعة الملك خالد وجامعة بيشه وأبرز الجمعيات التعاونية بمختلف مناطق المملكة والأسر المنتجة بمنطقة عسير والعديد من الملصقات العلمية لعدد من الباحثين والباحثات المختصين من الهيئات التطويرية والجامعات السعودية، كما استضاف المؤتمر ما يزيد عن 200 من طلبة التعليم العام بمنطقة عسير بهدف التعرف على التنوع الإحيائي بمنطقة عسير والعمل على الإسهام في نشر الوعي البيئي لدى أقرانهم، كما تم نقل فعاليات المؤتمر لجميع مدارس التعليم العام بمنطقة عسير وحضور المزارعين والبيئيين.
المؤتمر الذي تنظمه وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتعاون مع إمارة منطقة عسير، وبرعاية صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير المنطقة؛ يأتي في إطار رؤية إمارة منطقة عسير المتطلعة نحو تنمية مستدامة في البيئات الجبلية، وذلك بهدف الاستفادة من الخبرات الأجنبية والعالمية في هذا المجال، بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة.
ويهدف المؤتمر الذي عُقد على مدى ثلاثة أيام إلى التعريف بالموارد البيئية الاقتصادية في البيئات الجبلية، وتعزيز سبل المحافظة على البيئات الجبلية واستدامتها، تحقيق التنمية في البيئات الجبلية من منظور بيئي، الاستفادة من التجارب الدولية في تنمية البيئات الجبلية من منظور بيئي، كل هذا من خلال مشاركة دولية وإقليمية فعالة.
دارت النقاشات في المؤتمر حول 6 محاور رئيسية تمس القطاع البيئي في عسير، وتمثلت تلك المحاور فيما يلي : التنمية العمرانية من منظور بيئي، المحافظة على الغابات وتنميتها، التنمية الريفية، المحافظة على الحياة الفطرية، السياحة البيئية وتنميتها، الإدارة المستدامة لمصادر المياه.
هذا وقد خرج المؤتمر في جلسته الختامية بعدد من التوصيات، يتمثل أبرزها فيما يلي:
رفع برقية شكر وتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وحكومته الرشيدة بالموافقة على إقامة المؤتمر، وما تتلقاه منطقة عسير من دعم ورعاية.
الاستفادة من مياه السدود القائمة وفق الإدارة المستدامة للمياه وتطبيق التقنيات المتقدمة للحفاظ على المياه.
دعم إجراء دراسات مسحية لغابات منطقة عسير والاستفادة من التجارب الدولية في ذلك.
حث وزارة العمل والتنمية الاجتماعية على دعم الجمعيات التعاونية وخصوصاً بالقرى والأرياف، ومراجعة لائحة الإقراض التعاوني لدى صندوق التنمية الزراعية بإقراض نسبته 100% من تكاليف المشروع بما يكفل استمرار الجمعيات ومساهمتها في تنمية المنطقة.
دعم للمزارعين والعاملين في المجال الزراعي، واستخدام التقنيات الرقمية لتسويق منتجاتهم.
الحد من التوسع العمراني العشوائي الذي أدى إلى اقتطاع مساحات كبيرة من الغطاء النباتي مع اعتماد الأنماط العمرانية التراثية التي تعكس هوية المنطقة وقيمها.
المحافظة على التنوع الأحيائي بمنطقة عسير، والاهتمام بالأنواع النادرة منها وحماية مناطق وجودها.
حث وزارة النقل على الالتزام بالمعايير البيئية في مشروعاتها للطرق والجسور والأنفاق بالمنطقة.
التأكيد على إجراء الدراسات اللازمة لمعرفة أعداد قرود البابون ومناطق انتشارها، والعمل على الحد من أعدادها بالطرق العلمية الناجعة.
في نهاية المؤتمر تقدم سمو الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير بالشكر والتقدير لجميع من شاركوا في المؤتمر، وذلك لما قدموه من جهد ومناقشات وأوراق عمل ثرية ساهمت في الخروج بتوصيات وأفكار مفيدة لمنطقة عسير وخطط التنمية فيها.>