(اختلاف المفاهيم والثقافات تتأثر مع الزمن)

بلاشك ان الأنسان يستقي كثير من الصفات بناءآ على معطيات البيئه التي يعيش فيها وهذا ما تحدث عنه عالم الأجتماع ابن خلدون حينما قال الأنسان ابن بيئته.
وقد تكون كثير من الصفات مكتسبه من واقع المجتمع الذي يعيش فيه الأنسان.
فعندما نتمعن في حدود مملكتنا الشاسعه فقط نجد من يعيش في الجنوب يختلف في الصفات مقارنتآ بمن يعيش في الشمال أو الشرق أو الغرب وحسب تصوري وقد أكون مخطيئآ ان الجنوبي ولا يهون من يعيش في قطر آخر يتصف بزيادة الحرص والتأكيد وربما الأحساس بالقلق في مجمل الأوضاع خلاف من يطبخ على نار هادئة وقد يكون لطبيعة الأرض شأن في الصفات المكتسبه والمزاجيه…

وعندما ننظر للعيش في إطار أصغر نلاحظ ان من يرافق فيئة معينه يكتسب الكثير من صفاتهم.وقد قيل
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه.
فكل قرين بالمقارن يقتدي.
رأيت في مقطع سابق صاحب مزرعة دواجن عاش وقت كثير في تلك المزرعه فأصبحت ضحكاته وبعض كلماته اشبه بصوت الدجاج إلى حد كبير…!!!!

وبما أن الشيء بالشىء يذكر..
فقد هاتفت احد الزملاء بعد غياب أكثر من سبع سنوات. فقلت له بعد السلام عليكم وأنا امازحه على عهدي الأول به.
وقلت بعد تعريفي اني زميلك الأول فلان..
قال: اهلآ.
فقلت يعني اذا ما سألنا ما أحد يسأل عنا…!!!!
فقال: بشيء من الحده وعدم الأرتياح أسأل نفسك…!!!!
فسكت قليلآ وقلت لنفسي وفي خاطري (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)
وترك لدي تأثير سلبي فقلت له طيب وين الغيبه؟
فقال: اتق الله في نفسك.

فأدركت بدون شك أن صاحبي لم يعد بتلك الطيبه التي عهده عليها هينآ لينآ بشوشآ ولم يكن فظ غليظ…!!!

فحاولت الخروج من هذا الموقف بما استطعت من ماء الوجه بهدوء..والحمد لله لم تكن المحادثة مرئيه ليرى احمرار وجهي المكلوم.
و حاولت التلطف معه وقلت له اخذت رقمك من فلان وأتصلت بك لأجدد العهد ولأنك عزيز وغالي وأعتذر اذا ازعجتك أو اخذت من وقتك فربما كان الوقت غير مناسب..!!!

رد لي بأختصار:حياك الله أي خدمه.
فقلت شكرآ مع السلامة. وقال. مثلها كالببغا.. سامحه الله وسامحني حينما وصفته بهذا..
لكن نفسي عزيزه ولست بدار هوان.
ثم أنهينا الأتصال بخيبة امل..!!!!
طق. طرق. طبعآ هذا صوت السماعه عندما أغلق الخط من الطرفين بغير صدى….!!!

بعد هذا الموقف بقرابة اسبوعين التقيت بأحد أقاربه وهو القاسم المشترك بيننا أيام الصبا في سنوات مضت.
فقابلني على النقيض وأخذني بالأحضان ثم دار الحديث بيننا حتى أتى طاري صاحبنا الأول الذي اتصلت عليه وهاجمني بشراسه..
فقال لي عنه اوووه ماعاد فلان على خبرك الرجل حصل على تعويض وتوسع في التجاره وأصبح وقته لا يتدارك منه إلا القليل وشريك في بعض الشركات….!!!!

فعلمت لاحقآ تفسير صاحبي الأول أثناء مكالمتي له.
فحينما قلت اذا ما سألنا ما احد يسأل. كان يرى ان الحق له ويتوحب ان اتصل به وأسأل عنه بأعتباره في قصر عالي فينظر من بعد فيرى الأجسام صغيره…!!!!
وحينما قلت له وين الغيبه لعله فسرها باللعينه اخت النميمه…!!
بينما كنت أقصد انا أين كنت غائبآ..؟
اسأل الله ان يثبتنا على الحق والحال الأجمل ولا يجعلنا اشقيا ولا محرومين وأن لا يحوجنا لمثل من كبرت نفسه وأستصغر غيره وأتمنى أن لا اكون آغتبته او بهته وابرأ لله من ذلك …!!!
ودمتم بود..

بقلم/إبراهيم العسكري
الأربعاء ١٤٤١/٣/٢٣>

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com