إحباط محاولة تهريب ثلاثة ملايين وألف وثلاث مئة وثلاثة وسبعين قرصًا من مادة الأمفيتامين المخدر، مخبأة بطريقة احترافية داخل شحنة خضراوات.
هذا العدد يفتح أبوابًا من التساؤلات عن مدى القيمة الشرائية لهذه السموم، وما مدى الضبط والربط، في المحبط والمهرب، وعن الخروقات الأمنية التي قد تحصل من هنا وهناك.
وعالميًا – في جميع دول العالم – كمية المهرب 80%، والمحبط 20%، إلا السعودية فالمحبط 80% والمهرب 20%.
أذكرُ في أحد الأعوام أن إحدى الجامعات السعودية تعثرت مشروعاتها، فصدر الأمر الكريم بمنحها خمسة مليارات ريال دعمًا استثنائيًا، وما هو إلا وقت وجيز إذ تعلن الجهات الأمنية أن القيمة السوقية للمخدرات المقبوض عليها لعام 1432 تجاوز خمسة مليارات و639 مليون ريال.
إغراق المجتمع بالمخدرات أوجد المشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس)، فالمجتمع أمام طوفان من السموم يستهدف شباب هذا الوطن، ويحاول سحبه باتجاه الطريق المنحدرة.
المملكة العربية السعودية تعادل ثلاثة أرباع قارة أوروبا، وتعادل أربعة أضعاف مساحة دولة فرنسا… وهي دولة حدودية مع عدد من الدول التي – ربما – مستوى اليقظة الأمنية في تهريب المخدرات فيها ليس بالجيد، وهذا مما يضاعف المسؤولية على المجتمع بمراقبة كل ما يثير ويلفت الانتباه، من تهريب أو بيع أو شراء.
وبعد شحنة الخضار وفي الأسبوع ذاته (3/ 2/ 2020م)، أعلنت السلطات اليونانية أن التعاون مع وزارة الداخلية السعودية نجح في إحباط تهريب 1.25 طن من الحشيش المعالج في شحنة مموهة بين عجينة التمر، متجهة من لبنان إلى ليبيا، وتم ضبط الشحنة في حاوية كانت على متن سفينة توقفت في ميناء يوناني.
إيقاف سموم المخدرات يحتاج وقفة دولية لدى أصحاب القرار؛ حفاظًا على الشعوب والأوطان، وقد تنبهت المملكة العربية السعودية لأضرار هذه السموم؛ إذ وقعت عدة اتفاقيات منها: الاتفاقية الوحيدة للمخدرات عام 1961، اتفاقية المؤثرات العقلية عام 1971، بروتوكول تعديل الاتفاقية الوحيدة للمخدرات عام 1972، اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار المحظور بالمواد المخدرة وتعاطيها عام 1987.
حمى الله شبابنا وأوطاننا.
د. علي يحيى السرحاني
جامعة الملك سعود الصحية
google.net2@hotmail.com>