صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل :
حققت وحدة الكشف ومعالجة قصور الغدة الدرقية في مستشفى الحمادي بالرياض إنجازات متقدمة في معالجة الكثير من الحالات التي وردت إليها خرج مرضاها في كامل صحتهم بعد اتخاذ العلاج اللازم لهم.
وأوضح أخصائي أول الأمراض الباطنية بمستشفى الحمادي بالرياض الدكتور توفيق الحموي أهمية الكشف والعلاج المبكرين ، وكذلك كيفية ظهور أعراض هذا المرض المتعدد الأشكال ، مشيراً إلى أنه في الحالات الكلاسيكية المثالية فإن ظهور تضخم الغدة الدرقية في مقدمة الرقبة قد يسهل تشخيص مثل هذه الحالات ، ولكن ذلك ليس هو دائماً الشكل الذي يكون عليه ، فقد يأتي المريض ويشكو من أمراض عديدة بعيدة كل البعد عن الرقبة والغدة الدرقية مثل توجهه إلى طبيب الأمراض الجلدية شاكياً من جفاف في الجلد وحكة مزمنة وكذلك تساقط في الشعر ولم تستجب للعلاجات السابقة ، وقد تشكو مصابة أخرى إلى طبيبة الأمراض النسائية من اضطرابات في الدورة الشهرية ، والعقم ، والإجهاض ، وقد يزور المريض طبيب الأنف والأذن والحنجرة يشكو من بحة مزمنة في الصوت مع اضطرابات في الكلام.
وأضاف الدكتور الحموي أن من أعراض قصور الغدة الدرقية أيضاً ظهوره في الأشخاص صغار السن ، كتراجع ملموس في مستوى الذكاء ، وتدهور في الاستيعاب المدرسي ، والكسل ، والخمول ، وعدم المشاركة الاجتماعية ، وعدم الرغبة في النشاط المدرسي ظناً منهم أن الطالب قد يكون مصاباً بمرض نفسي ، أو يشكو من آلام عامة في البطن مع إمساك شديد وزيادة في الوزن على الرغم من فقدانه الشهية للأكل ، وقد يواجه طبيب القلب مريضاً يشكو من خفقان ويتباطأ في ضربات القلب وإجهاد عند بذل أي مجهود خفيف ، مبيناً أن تنوُّع هذه الأعراض يستدعي -عند الكشف على المريض- التفكير دائماً بمرض الغدة الدرقية.
واستعرض أخصائي أول الأمراض الباطنية بمستشفى الحمادي بالرياض الأسباب المؤدية لهذا القصور قائلا : إن النسبة الكبرى من هذه الحالات تعود لأسباب ذاتية مناعية، أو خفية تؤدي إلى نقص في إفراز هرمونات الغدة الدرقية ، وهذه الحالات تكون مصحوبة بأمراض أخرى مثل السكري ، والبهاق ، ومرض أديسون ، وقد تكون ناتجة عن التهابات موضعية يغلب أن تكون فيروسية، وعادة مثل هذه الالتهابات قد تكون عابرة.
ومضى يقول : قبل عقود من الزمان كان نقص اليود في الجسم من أهم أسباب تضخم وقصور الغدة الدرقية إلا أن هذا السبب أصبح اليوم نادراً جداً بعد إضافة اليود إلى ملح الطعام حسب توصيات منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى ذلك هناك الكثير من الأدوية التي يتناولها المريض لفترة زمنية طويلة قد تؤدي إلى قصور في الغدة الدرقية مثل العلاج بالليثيوم من قبل طبيب الأمراض النفسية، وكذلك علاج أمراض القلب مثل (AMIODARON) ، وكذلك العلاج بالأشعة في منطقة الرقبة، أو العلاج باليود المشع.
وأشار الدكتور توفيق الحموي إلى أن سبب قصور الغدة الدرقية قد يكون ناتج عن ضعف إفراز هرمون (T.S.H) من قبل الغدة النخامية، لافتاً النظر إلى أن الأعراض السريرية للمرض تتراوح ما بين الضعف العام ، والكسل، والخمول، وزيادة في الوزن، وتساقط الشعر، والإمساك الشديد، وتباطؤ في دقات القلب، وجفاف في الجلد، واضطرابات الدورة الشهرية عند السيدات، وبحة في الصوت، واضطرابات في الكلام، وكذلك الاضطرابات النفسية، وتراجع مستوى الإدراك والذكاء والاستيعاب عند طلاب المدارس، وظواهر الخرف عند كبار السن.
وأبان أن تشخيص مثل هذا المرض – السهل والصعب في نفس الوقت – يتم عن طريق التحاليل المخبرية اللازمة ، مؤكداً أنه يجب البدء فوراً بالعلاج مع الأخذ بعين الاعتبار أن جرعات العلاج يجب أن تكون صغيرة في البداية ، وخاصة عند كبار السن، حيث إن إعطاء جرعات كبيرة قد تؤدي إلى اضطرابات قلبية أهمها الذبحة ، ويتم زيادة الجرعات بشكل تدريجي مع ضرورة المراقبة والمراجعة الدورية للمريض، حيث إن العلاج يُعطى مدى الحياة.>