بقلم المهندس / زياد بن علي ال سليم
العمارة هي فن ابتكره الإنسان منذ قديم الأزل كالعمارة الإسلامية وعمارة الفراعنة والرومان والصين، حيث تعلم كيفية تسخير بعض العناصر الطبيعية مثل الرياح والمياه والشمس لينعم بمسكن يوفر له الأمان من خطر العالم الخارجي , العمارة هي فن وعلم وتحليل وتخطيط لعناصر المنشأة يهدف منها الى تغطية احتياجات الإنسان المادية والنفسية باستعمال المواد المستدامة والألوان والأشكال .
العمارة ليست مختصة بالمباني والمنشآت فلها علاقة قوية ووثيقة بمجالات متعددة كالتخطيط الحضري و عمارة البيئة و عمارة التصميم الداخلي حيث ان عملية عمل مشاريع مستدامة يتطلب تضامن جهود واعمال المهندسين المعماريين من كافة التخصصات بدء من المرحلة الأولى وهي تخطيط المدن يأتي بعدها التخطيط العمراني ثم عمارة البيئة وبعدها يأتي دور معماري المنشئات وثم يتسلمها عمارة التصميم الداخلي وبعدها ينهي المشروع و هذه الطريقة التي تعمل بها العديد من الدول المتقدمة لتسليم منتج ذو جودة عالية يساهم في زيادة جودة حياة الانسان .
ان ازمة كورونا هدمت جميع المعتقدات لدى المعظم من المجتمع السعودي , ففي أثناء الحجر الصحي اكتشفوا مدى فعالية الفراغات والمساحات التي اهدرت بغير حق من منازلهم وعدم الاستفادة من المساحة المتوفرة اقصى استفادة فالمفترض ان عملية تصميم الأرض تكون على مبدا (تقطيع حضرمي) أي بمعنى ان المساحة بالأرض هي ملكك انت ولعائلتك فتصميمها ينبغي ان يكون لك ولعائلتك وليس للضيوف و المجالس الكبيرة , لو اردنا حساب كمعدل استفادة من فراغ قسم الرجال ككل لاكتشفنا ان معدل استخدام هذا الفراغ من قبل الضيوف قد لا يتجاوز قطعا 30 يوم بالسنة أي بمعدل 720 ساعة على مدار اليوم من عدد الساعات المتبقية من السنة وهي 8040 ساعة من 335 يوم المتبقية .
لا اقصد شخصيا من هذا المثال الكرم والاصالة العربية وانه ينبغي ازالتها للاستفادة من الأرض و لكن اقصد انه ينبغي علينا جميعا الوعي لهذا الامر وتقليل المساحات المهدرة والاستفادة منها كفراغ خارجي حيث ستستفيد من هذا الفراغ اكثر من كون القسم مغلق ل 335 يوم بدون أي استفادة منه , الكثير من المجتمع اصبح لديه وعي بهذه النقطة ولذلك يلجئ الكثير من المستخدمين لحلول عن تصاميم لأسطح المنازل عوضا عن مساحة الاحواش الضيقة , بل ان معظم هذه التصاميم ستكون ليست على مستوى التصاميم التي يرونها بالمواقع الأخرى والسبب معظم تصاميم هذه المواقع محسوبة منذ بداية تصميم الأرض فأصبحت الاحمال الانشائية لا تشكل خطرا على صحة المنشاة , وان كان هناك تصاميم غير محسوبة انشائيا مع المهندس الانشائي وعلى البركة فان المستخدم يعرض نفسه وعائلته لأخطار انشائية لا يحمد عقباها .
فمن هذا المقال انا انصح كل شخص مقبل على البناء ان يراعي الحي أولا ومستوى خدماته ومدى نزوله وجودة تصريف مياه الامطار فيه وبإمكانك معرفة ذلك عن طريق سؤال الناس الساكنين فيه أثناء خروجهم من الصلاة , الامر الثاني مراعاة الأرض وتوجيهها حتى تستفيد من الفراغات حيث ان في السعودية في المناطق الحارة تفضل الواجهات الشمالية والشرقية لقلة اشعة الشمس عليها في اليوم وأيضا البحث عن الشروط البلدية ومتطلباتها والتأكد من مطابقة مساحة الأرض للصك لتفادي أي مشاكل مستقبلية مع الجار , الامر الثالث وهو مربط الفرس الجلوس مع عائلتك وعمل تصميم مبدئي ومراعاة الاحتياجات الحقيقية من خلاله كمساحات للأحواش تكون مصممة قد تستفيد منها كمنطقة سباحة مع انني شخصيا ضد فكرة المسابح المنزلية نظرا لقل استعمالها وكثرة المصاريف المتعلقة بالصيانة الدورية للمسبح او كمنطقة زراعة تتم من خلالها زراعة الفواكه والخضار العضوية والاستفادة منها ومن جمالية هذه العناصر التي سخرها الله جل وعلى للناس او كمساحات ترفيهية كمنطقة العاب صغيرة للأطفال او عمل مجلس ضيوف خارجي والاستفادة من مساحة المنزل وهذا لا يغني طبعا عن عمل المهندس المعماري الذي سيعمل على تطوير تصميمك وتحسينه من نواعي متعددة كنسبة الإضاءة الطبيعية للمبنى والتهوية و علاقة الفراغات الداخلية ببعضها حتى لا يصبح المنزل متاهة ذو أبواب متعددة .
وهذا المقال يمثل وجهة نظري الشخصية ولا يقصد الإساءة فيه لاي فرد بل هي دروس تعلمتها من تجارب المعمارين الكبار وأصحاب المنازل الذين واجهوا مشاكل ودوا لو انهم حلوها منذ بداية التصميم والله الموفق .
>