صحيفة عسير – احمد ال عايض
نلتقي اليوم عبر اللقاء التالي مع سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في إندونيسيا الأستاذ / عصام عابد الثقفي – بداية نرحب بسعادة السفير ، ونود التعرف على شخصكم الكريم من خلال رحلتكم مع الدراسة ومن ثم العمل؟
ج /
أولا يسعدني أن ألتقي مع قراء صحيفتكم الغراء وأن ألقي بعض الضوء على جزء من مسيرتي قبل إلتحاقي بالعمل الدبلوماسي ، فانا من مواليد مكة المكرمة وتلقيت تعليمي الإبتدائي والمتوسط والثانوي في مدراس الفلاح بمكة ، متزوج ولي أربعة أبناء وأربعة احفاد ، في عام ١٩٧٧م التحقت بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة كلية الاداب والعلوم الإنسانية قسم الإعلام ( علاقات عامة ) وبعد تخرجي من الجامعة عام ١٩٨١م ألتحقت بوزارة الخارجية عندما كان مقرها في جدة ومن حينها بدأت رحلتي مع العمل الدبلوماسي حتى اللحظة وقد تجاوزت الاربعين عاما بفضل الله تشرفت فيها بخدمة بلادي بين مقر الوزارة في الرياض وست دول موزعة على خريطة العالم وهي المكسيك ، الولايات المتحدة ، بروناي دار السلام ، الأرجنتين ، النرويج والآن في إندونيسيا وتشرفت بأن أكون سفيرا لخادم الحرمين الشريفين في آخر اربع دول منها
سعادة السفير :الحمدلله وطننا الحبيب المملكة العربية السعودية رائدة السلام والإسلام في العالم – كيف يرى سعادتكم علاقة المملكة بجمهورية إندونيسيا بحكم عملك حاليا سفيرا للمملكة هناك ؟
ج/ تعتبر جمهورية أندونسيا كما هو معروف أكبر بلد إسلامي ويمثل المسلمون فيها ما نسبتة اكثر من ٨٥٪ من الشعب الاندونيسي وهم محبون بفضل الله للمملكة وملتصقون كثيرا بالحرمين الشريفين ويقدرون جليا الأعمال العظيمة التي تقوم بها حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده – حفظهما الله – لخدمتهما وخدمة حجاج بيت الله الحرام ، وإلى جانب هذا الإرتباط الديني بالمملكة والمقدسات الإسلامية فيها هناك علاقات سياسية وإقتصادية وتجارية واجتماعية راسخة بين البلدين منذ عقود طويلة وقد تجلت هذه العلاقات بعد الزيارة الميمونة لسيدي خادم الحرمين الشريفين لجمهورية اندونيسا في مارس ٢٠١٧م وتوقيع ١١ إتفاقية ومذكرة تفاهم متنوعة خلال الزيارة ، والأهم هو حرص البلدين وإصرارهما على تنميتها والخروج من العلاقات التقليدية بين الدول إلى علاقات إستراتيجية تخدم المصالح المشتركة لا سيما وأن هناك الكثير من عوامل الجذب التى تساعد على ذلك وأهمها القوة الإقتصادية ووجود البلدين ضمن مجموعة العشرين ، وكما لا يخفى على الجميع فان المملكة تترأس هذا العام المجموعة وهناك تعاون كبير ووثيق بين المسئولين في البلدين على إنجاح هذه الرئاسة ومؤتمر قمة المجموعة الذي سيعقد برئاسة المملكة في نوفمبر القادم بالرغم من جائحة كوفيد ١٩ التى أجتاحت العالم وأثرت على سير الكثير من الاعمال وعطلت الإقتصاد العالمي .
سعادة السفير :المملكة قدمت العديد من المساعدات الغذائية والطبية لدول العالم خلال الفترة الماضية – وحاليا خلال فترة جائحة كورونا – نريد من سعادتكم كلمة بهذه المناسبة؟
ج/ ولله الحمد المملكة أياديها البيضاء ممتدة إلى كل مكان وهي بقيادة ولاة الامر
-حفظهم الله – تعمل على تقديم المساعدات لكل الدول والشعوب المحتاجة وما جائحة كورونا الا اكبر دليل على ذلك ، وكلنا يرى اهتمام المملكة من خلال دعم منظمة الصحة العالمية للوصول الى علاج سريع للفيروس ، وكذلك ما اقره وزراء مالية مجموعة العشرين وبرئاسة المملكة من تخصيص مبلغ ٢١ مليار دولار لتغطية فجوة الرعاية الصحية عالميا ، ولا نغفل هنا دور مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الانسانية الكبير في مجال تقديم الاعمال الاغاثية في الدول المتضررة من الحروب والكوارث الطبيعية وكذلك الصندوق السعودي للتنمية الذي يساهم في دعم المشاريع الانمائية في الدول النامية ، كل ذلك ماهو الا نهج لسياسة المملكة في تقديم مساعداتها للدول والشعوب المحتاجة وهذا ما قامت وتقوم عليه هذه البلاد منذ تأسيسها على يد المغفور له باذن الله الملك عبدالعزيز ال سعود .
سعادة السفير :أولت المملكة جل العناية والرعاية الكريمة بمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وفي مقدمتها التوسعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف – ماذا يقول سعادتكم بهذا الجانب؟
ج/ الإهتمام بالحرمين الشريفين ورعايتهما هي الشغل الشاغل دائما لولاة الامر في المملكة وقد لسمت ذلك شخصيا من خلال إشادة المسئولين الإندونيسيين عند لقائي بهم ومدى ما يجده الحاج الاندونيسي بصفة خاصة من ءهتمام وعناية تبدأ منذ وصوله إلى الأراضي المقدسة وحتى مغادرته للاراضي السعودية ، ومع إزدياد أعداد المسلمين في العالم زادت الحاجة إلى توسعة الحرمين الشريفين ولعل ما ذكره سمو سيدي ولي العهد من أن رؤية ٢٠٣٠ تهدف إلى إستيعاب أكثر من ١٠ مليون معتمر في العام وخمسة مليون حاج في مواسم الحج بحلول عام ٢٠٣٠ ما يعني أن نسب الحجاج من كل دولة ستزيد باذن الله وهذا سيخفف مدة الإنتظار في قوائم الحج في دولة كاندونيسيا تصل في بعض الاقاليم الى اكثر من ٣٠ عاما
سعادة السفير :ماهي المستجدات لديكم في إندونيسيا – خاصة أن سعادتكم أستقبل يوم أمس الأول حاكم إقليم اتشيه والوفد المرافق له ؟
ج/ تعمل المملكة على ان تكون جمهورية اندونسيا شريك إستراتيجي لها وهذا بطبيعة الحال يتطلب تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين في كافة المجالات وبخاصة الاقتصادية وتوسيع دائرة الاستثمار بين الجانبين ، كانت زيارة حاكم اقليم اتشيه للسفارة والالتقاء بي هو لاستعراض الفرص والإمكانيات التي تتمتع بها مقاطعته وكيف يمكن لرجال الأعمال السعوديين الإستثمار في إقليم اتشيه ،كما دعوته أيضا لزيارة الممكة والوقوف عن قرب لمعرفة الفرص التي يمكن تحقيقها في المشاريع الكبيرة التي أعلنتها المملكة والتي بدأت في تنفيذها ، ومن جانبي فقد سبق وأن قمت بزيارات مماثلة لحكام عدد من الولايات، وأستعرضنا نفس الفرص ، وهناك زيارات لعدد من الوزراء وحكام الولايات والاقاليم إلى المملكة تم تأجيلها بسبب إنتشار فيروس كوفيد ١٩ وتطبيق المملكة لاجراءات احترازية مشددة على أن تتم تلك الزيارات في أقرب وقت ممكن باذن الله .
سعادة السفير :هل لديكم كلمة في نهاية اللقاء؟
ج/ أكرر شكري لصحيفتكم الغراء على هذا اللقاء واؤكد مجددا على أهمية العلاقات بين البلدين والتي ستشهد في الفترة القادمة المزيد من التطور والنمو بإذن الله من خلال وضع الخطط لتحقيق ذلك وتبادل الزيارات بين كبار المسئولين في البلدين .
>