بقلم : سعد بن عبد الله الأحمري
في هذا العام ١٤٤١ أصابت العالم جائحة كرونا كوفيد ١٩
وأيقظت الكثير من غفلة كان يعيشها نتيجة النعم التي نتقلب فيها بفضل الله وحده قال تعالى (وما بكم من نعمة فمن الله ) الآية..
أمن ،واستقرار، ورغد عيش، واجتماع كلمة ،الحمد لله على نعمه الظاهرة والباط .
كانت القرى أقل إصابات وكادت في الشهور الثلاثة الأولى لاتاكاد تسجل أصابه في قرية.. فكانت القرى تحقق الأمن الصحي أولا
وهي أيضا مصدر الأمن الغذائي وكذلك العودة إليها يحقق الأمن المجتمعي لأنها بعد أن هجرها أهلها وذهبوا إلى المدن أصبحت موطن خصب للجريمة وترويج المخدرات وتصنيع الخمور من قبل المجهولين .
في هذا العام قررت أن أعود إلى قريتي في عيد الأضحى
– ومع اختلاف الحياة المعيشية عن الماضي من حيث وجود وسائل التواصل الاجتماعي وتوفر وسائل النقل والطرق المسفلتة إلا أن القرية لا زالت تحتفظ برونقها وجمال هدوئها.
– بعد أن حطيت رحالي ونظرت يمنة ويسرة وجُلت بنظري في المكان الصامت الباكي على حياة كان يعج بها من افتقدها لعقود مضت بعد أن قضى الرجال والنساء الذي كنا نأنس بهم.. نحبهم وتركوا آثارهم باقية شاهدة على سواعد قوية عمّرت تلك الأرض.. رحمهم الله وغفر لهم شعرت وكان المكان يقول لي أين كنتم؟؟!! لماذا غبتم عني ؟؟!!لماذا انكرتموني ؟؟!! ألم تشربوا من مائي ؟؟ألم تاكلوا من ثمراتي ؟؟ألم تستظلوا بظل أشجاري ؟؟!!وأنا اعلم يقينا أني لا أملك جوابا يقنعني فضلا عن غيري وتذكرت قول الله تعالى (وبئر معطلة وقصر مشيد ) الآية
– ولا إرادياً أنشدت قول الشاعر
– نقل فؤادك حيث شئت من الهوى..
فمالحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه دوما لأول منزل
وحتى أطيل على القارئ العزيز أود أن أقول :
بعدنا عن القرية أضر بنا أكثر مما نفع.. كنا مجتمع حيوي فأصبحنا كسالى واتكاليين بعد أن كنا مجتمع منتج ومبتكر.. تحولنا إلى مجتمع مستهلك وخامل.. بعد أن كنا مجتمع أمراضه قليلة نتيجة للحركه والإنتاج أصبحنا مجتمع نعاني من انواع الأمراض نتيجة الكسل والخمول والإفراط في الأكل وكثرة المناسبات الدسمة .
الجيل انفصل تماما فهو لا يعرف من القرية والمزارع إلا الأسماء ولا يوجد لديه استعداد أن يستوعب كيف كان الآباء والأجداد يعملون وينتجون ويبذلون من عَدَم .
أدركت أننا بحاجة إلى أن نعود للقرية ولو من باب تقارب الزيارات وتعاهدها من أجل ترسيخ بعض المفاهيم الايجابية في عقول الجيل.>