(( لأني أحبه ))

 

بقلم – الناشطة الاجتماعية موضي الدعرمي

عند زيارتي لمبادرة نشاما الحي التابعة للجنة التنمية الاجتماعية النسائية في محافظة بيشة وتحديداً من ضمن فرصة (بإيدينا ننتج ) التابعة لنشامى عسير تحت قيادة أمير الطموح وأمير التنمية وأمير نهضة الانسان والمكان في منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير / تركي بن طلال بن عبدالعزيز حفظة الله وكان أجمل وأروع ما وجدت قصة كفاح نادرة قصة بر جميلة متبادلة بين الشاب غازي وأبنته إيلان رجل في الأربعين من عمره كان يعمل في السلك العسكري وقدر الله سبحانه بحادث منعه من تكملة مشوار العمل اضطر للتقاعد المبكر وقدم إلى محافظة بيشة وأراد أن يبدأ بعمل حُر ليواجه تحديات الحياة كونه رب أسرة وكان هذا العمل من أصعب الأعمال مشقه وكلفه ولكن كان تحدي للذات ليثبت لنفسه ولأسرته انه لازال قويا ولازال يملك العطاء ليوفر لهم حياة كريمة اتخذ هوايته منذ الصغر إلى مهنة للرزق والكسب الحلال (الحدادة والنجارة ) ولأن هناك حادث قديم في الجسد ولأن أكبر أبنائه ابنته (إيلان) التي تبلغ من العمر 10 سنوات كانت هي المعين وهي التي يأنس بقربها عند العمل لتقرب له ماهو بعيد وخفيف حمله قريبة منه بعيدة عنه اثناء ممارسة العمل كأن بوجود إيلان يتحدا نفسه , وكأن بوجود إيلان يستمد القوة بعد توفيق الله سبحانه وتعالى , وكأن بوجود إيلان الأمان والاطمئنان , فسألته ماذا تفعل معك في هذه المهنة قال لاتساعدني في مهنتي لكن تقرب لي بعض الأشياء الخفيفة كالماء أو المتر أو أي شئ لا يكون منه خطر عليها فبادرته ولماذا لا تبقى في البيت مع أختها ؟ قال هي من ترفض ذلك !!. فوجهت السؤال إلى إيلان لماذا لا تبقين مع أختك في البيت وتلعبان سويا أفضل من مرافقة والدك في هذه الأجواء الحارة فقالت بكل براءة وعفوية وبر قالت كلمة هزتني كثيراَ (( لأني أحبه )) ، اختصرت هذه الكلمة كل شئ واختصرت مني كل سؤال وسؤال آخر لأنها تحبه ترافقه , لأنها تريد أن تخفف عليه الكثير من التعب ترافقه لعلمها أن وجودها بجواره بابتسامتها الجميلة البريئة ستخفف عنه الكثير والكثير أعطتني إيلان اجمل مثال للبر والحب الغير مشروط !!
للعلم الاخ غازي عمله متقن ومبدع ولديه مهارة فائقه فيه ولكن للأسف لا يوجد لديه الامكانيات والآلات والعدة لذلك اغلب الأجهزة الذي يحتاجها يقوم باستأجرها ليعمل بها وبالتالي العائد زهيد أتمنى الدعم لغازي شكراَ من القلب لفرصة (بإيدينا ننتج ) في نشاما الحي في مبادرة نشامى عسير الذي من خلالها كشفت القناع عن طموح برغم قلة ذات اليد وكشفت القناع عن بر ورحمة وحنان للأب من طفلة عجزوا عنه بعض الكبار.
همسة
أخ غازي نحن في وطن العز ووطن النماء فاطمئن وأبشر بالخير

.>

شاهد أيضاً

معقودون بالأمل 

بقلم / أحلام الشهراني  تعلمنا من الصغر أن المرأة تسمع وتصغي لرجل كان أب أو …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com