إِيْقَاع | ليست كما ظَننّا

بقلم / فاطمة الأحمد

كيف ترون المواثيق؟ هل تجدونها دستوراً مُنزهاً و توقنون بين أنفسكم أنها قديسةٌ عن الخوض فيها و التملص منها لشدة حيواتها الصغيرة المليئة ووثاقنا المشدود بها فلا ننفك عنها؟!..
هل ترونها مثلي حبال مَشانق تُوشك أن تنقض على رقابنا عندما يُساورنا الإنهاك؟
وبكل وداعتها ولطفها؛ تقيسها بالحجم في قبضة الكف، فلا تدرك أنك القابِض على جمرها إلا حين تذوب يديك، أو ينقض عملاقها الخفيّ يخرق سفينتك ويغرقك غصاً.
غابت اليقظة عند ظنوننا المفرطة بالكمال،و أقنعتنا الدنيا أننا نحن المسيرون.
ولأنك الظلوُم الجَهول والمخلوق من عَجَل..حملتها فوق ظهرك! حملتها وهي التي أشفقت منها المخلوقات،فأبت السماء وفرّت منها الجبال.
هذا ما حدث..رُفعت الأقلام و جفّت الصحف،وأحيط بالحديقة،ومالت على عروشها.
سنتظاهر بالبأس وهو الأدنى لركبٍ استيْأس ولن يبرح الأرض دون الموثق، أو لتطمئن قافلته و يأتيها البشير برائحة الفرج وفلاح النجاة بالأمانة على تمامها.
فسرت تتداول الأيام وتقلّبُ كفيّك وتغض ُالطرف عن حِملك، وتنشئ أسواراً تَحفّها به من كل جانب مَخافة أن يَنقضها الحنث إذا أعجزتك الأهوال عن الثبات..
فقد كانت الجُبّ في غياباته وحسرته حتى أنها لن تلتقطك بعض السيارة،بل ولن يطوف في أذهانهم أن يقصدوا واديه..فتأكد قبل أن تطأ قدمُك أنها لن تقع في فم هذا الجُبّ الأعزل على الأقل.>

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com