اليتم والإصرار تحول بسام إلى صانع محتوى رقمي بمواقع التواصل الاجتماعي ..

الرياض – أحمد الشايع :

استطاع الشاب بسام ثامر فواز العنزي
المتدرب في قسم الحاسب تخصص بنظم المعلومات بكلية الاتصالات والمعلومات بالرياض ( ٢١) عاما بعزيمة صادقة وإصرار على التغلب على الضروف الخاصة حيث فقد اباه في سن مبكرة جدا وكان يحاول الهروب من واقعه الأليم بالعب بما يسمي( البلايستيشن ) حينها تعرف على ( هكر ) تعلم منه الدخول إلى المواقع واكتشاف الثغرات وكانوا يستعينون به في مدرسته المتوسطة لإصلاح الاجهزة
وتنقل في العديد من الأماكن بحثا عن مصدر رزق له ولأسرته واضطر للانسحاب من الكلية ثم عاد وكان مشغول على مدار اليوم دراسة وعمل وآخر اليوم مع هوايته ( جهاز الكمبيوتر ) والتي من خلالها أنطلق حيث حاول تأسيس شركة مع أحد المستثمرين ولم تستمر طويلا ثم عاد ليؤسس شركة خاصة مع أحد الزملاء لينطلق إلى الإبداع التقني الرقمي.

ولمزيد من التفاصيل عن حياة هذا الشاب الطموح ( بسام ) ..

كان ل( عسير الإلكترونية ) هذا اللقاء/

بدايتي مع الحاسب:
في بداية الامر كنت طفل يتيم فقد اباه ويحاول ان يهرب من واقع حياة اليتم المره الى الحياة الالكترونية عن طريق العاب البلاستيشن
وخلال اندماجي في الألعاب لعبت مع شخص من أمريكا وكان هكر .. يستطيع ان يغير خصائص الألعاب كاملة
ويستطيع ان يضيف بعض الخصائص التي ليست موجوده في الألعاب ..
في ذلك الوقت بحثت عن معنى كلمة هكر ؟
وجدت ان هذي الكلمة كبيره جداً جداً .. عقلي الصغير في ذلك الوقت لا يستوعب بعض المعلومات عن هذا المجال
حينها قررت ان اتعلم لكي اتميز في مجال الألعاب .. كان لدينا لاب توب قديم في المنزل بديت في تعلم كيف استطيع تحويل لغة البلاسيشن الى اللغه العربيه وفي كل مره كنت أحاول ان اعدل على الملفات افشل ولكن بعد مدة زمنية ليست قليله استطعت تحويل الجهاز بشكل كامل الى اللغة العربية رغم ان الشركة لم تضيف لغتنا العربية .. وكنت افتخر بين أصدقائي اني استطعت تحويل ذاك الجهاز الى اللغة العربية .. بعد مدة طويله جداً من ثغرات البلاستيشن واستغلالها .. مررت في مشاكل عائليه سيئه جداً لدرجة اني كرهت العالم الخارجي وقررت ان انطوي الى عالمي الالكتروني في ذاك الوقت تركت بشكل كامل العاب البلاستيشن وتوجهت الى عالم الكمبيوتر واصبح الجهاز صديقي المخلص .. وفي كل مره أتذكر العالم الخارجي وكيف يتعامل مع يتيم الاب اندمج بشكل اكبر في عالم الهكر ..
بحثت في محركات البحث عن كيف اصبح هكر مواقع ؟ وكان محرك البحث مليء بالمعلومات الغير صحيحه جاء في بالي اني يجب ان أتعرف على هكر يساعدني في هذا المجال .. بعد عدة محادثات مع مجموعة مخترقين من جميع انحاء العالم فشلت في محاولة اقناعهم في مساعدتي ..
ولكني نجحت في التركيز على مصطلحاتهم اثناء نقاشهم مع بعض .. سمعت شخص منهم قال ماهي الثغرة التي وجدتها بالموقع ورد عليه الاخر سابحث عن طرق استغلالها
حينها توجهت الى محرك البحث وكتبت ” ماهي ثغرات الموقع وكيف استغلالها ”
الحمدلله استطعت ان اتعلم ماهي ثغرات الموقع وطرق اسغلالها وفحصت اول موقع بشكل عشوائي ووجدت فيه ثغرة بسيطة واستطعت استغلالها ونجحت في دخولي الى لوحة التحكم ..
شعرت في لذة الانتصار وكنت اردد انا فعلتها انا فعلتها .. رغم انف الظروف والمحبطين فعلتها ..
واستمريت بالبحث عن مواقع مصابه بشكل عشوائي وامارس هذي الهويه واتفنن بها ..
اكثر الصعوبات التي واجهتها عدم وجود مصادر عربيه تتكلم عن الثغرات بشكل واضح وصحيح .. كثير من المواقع العربيه تشرح لك بشكل خاطئ عن هذا المجال للأسف..
يوم من الأيام كنت مشتاق الى والدي وكعادتي اصلي ركعتين وانهمر بالبكاء .. واردد في داخلي اللهم إني لا أبكيه إعتراضاً .. و إنما فقداً و اشتياقاً .. وعندما انتهيت قلت في داخلي انا يجب ان اصبح ابن يليق في ذالك الاب .. يجب ان اصبح رجل اعمال او مشهور تقني تتحدث عن الصحف
فتحت جهازي اللاب توب وجاء وسمعت صوت قال لي ومتى ستستطيع استهداف المواقع واختراقها ! انت ما زلت تخترق بشكل عشوائي !
اضن ان من تكلم وسالني هذي الأسئلة هو نفسه من يردد دخلي يجب ان تصبح ناجحاً .. كتبت هذي الأسئلة ووضعتها على شاشة الكمبيوتر لكي لا انسائها وانتقلت الى مرحلة جديده وهي ( تعلم فحص واكتشاف المواقع المستهدفه ) وعدت نفسي باني لا اخترق موقع بشكل عشوائي بل يجب ان اتعلم كيف ان اجد موقع وافحصه بشكل دقيق وابدا في اكتشاف الثغرات واستغلالها
وجدت موقع صحيفة لدولة معاديه لنا .. وبعد فحص دام الى مدة يومين وجدت ثغرة استطيع من خلالها تغير كلمة سر مدير الموقع ..
وفعلته ولله الحمد
ونجحت في الاختراق العشوائي والاختراق المستهدف .
اصبح المجتمع القريب مني يتحدث عني وعن انجازاتي في مجال اختراق المواقع ..

في ذلك الوقت انتبه لي معلم الحاسب الالي في المدرسة المتوسطة وطلب مني ان امارس هوايتي في الحاسب الالي عن طريق اصلاح مشاكل الاجهزه في المدرسة ولكنه لم ينتبه لقدرتي على اختراق المواقع ..امارس هويتي في حل مشاكل الاجهزه في المدرسة .. وامارس هوايتي كهكر مواقع في البيت ..
هجمت علي ظروف الحياه وتحديداً الظروف الماديه .. وجاني نفس ذالك الصوت الذي يجعلني اتطور في كل مره ..
وقال لي انت أصبحت رجل ويجب تتوظف !! كيف رجلا وانا عمري 16 عام !! ولكني لم اجعل هذا الصوت يسكت لاني وثقت فيه انه في كل مره يتحدث الي .. اتطور بشكل كبير .. استمعت الى هذا الصوت وتوظفت رجل امن في مكان اغلب سكانه من الطبقه المخمليه
وكانوا يعطفون علي بشكل مستمر ودائم ولكن عندما يتحدثون الي ينبهرون من شخصية الرجل الحكيم والمكافح الطموح التي داخلي ..
الان انا في مرحله جديده من حياتي موظف وطالب .. كنت في كل مره اتحدث مع شخص في عملي كرجل امن اجده رجل اعمال او ابن لرجل اعمال وكنت اسائل نفسي دائما هل ساصبح رجل امن يوما من الأيام ؟ ولكن كيف وانا يتيم الاب والحياه تهجم علي من كل مكان
وبعد مدة سنه من عملي كرجل امن قررت الاستقاله والبحث عن عمل يساعدني في تعلم البيع والشراء والجرد وغيره من أمور التجاره
عملت كبائع لمدة 7 شهور كانت مليئه بالمعلومات التجارية وحينها دفعت لنفسي مبلغ دخولي لمدرسة أهلية لكي استطيع الموازنه بين العمل كبائع وبين الدراسة ..
انتقلت بين 6 شركات وفي كل شركه كنت اتعلم مهنه واتعلم طرق التعامل مع العملاء
الا ان تخرجت من الثانوي وقبلت في كلية الاتصالات والمعلومات في الرياض تخصص أنظمة شبكات
أصبحت كل ما امارسه في البيت اعيد تطبيقه في الكلية لتوفر جميع الاجهزه لديهم
وبكل تأكيد ساعدتني الكليه على تعلم تفاصيل كثيره في مجال التقنية بشكل اكاديمي ..
ولكن شغفي في مجال الاختراق جعلني اتعلم كيف استطيع فحص السيرفرات واكتشاف البرامج المصابه داخل السيرفر
بعد اول ترم دراسي في الكلية قست علي الحياه من جديد واجبرتني على تقديم طلب اعتذر للترم القادم
لكي ابحث عن وظيفة تساعدنا على الظروف المادية السيئة ..
لم اجد وظيفه وقررت ان ادخل عسكري وان انسحب من الدراسة بشكل كامل ووصلتني رسالة قبول من الدفاع المدني ..
وذهبت الى المقابله الشخصيه .. وكنت انظر للجميع وكاني طفل صغير أضاع والديه .. عندما جلست اتاني نفس ذالك الصوت التي يأتي في كل مره وقال .. هل هذا هو وعدك لنفسك ؟ ان تصبح رجل اعمال او مشهور في مجال التقنيه ؟ الموهبه التي لديك انت ستدفنها ..
وقفت وذهبت الى سيارتي وكان هناك شخص يناديني ولكني لم التفت .. ذهبت الى البيت وعملت خطه لنفسي أهمها ان اجد وضيفه مناسبه بأسرع وقت وارفع طلب إعادة قيد لاني اعتذرت ترم والترم الاخر لم احظر وللأسف تم قيدي
ووجدت وظيفه مناسبه وبعد مدة 6 شهور رجعت الى دراستي وحينها قررت ان استغل موهبتي في مجال تجاري .. وصحيح هذا ما فعلته .. قسمت يومي الى 3 أجزاء .. الجزء الأول صباحا للكلية .. الجزء الثاني من الظهر الى الليل الى العمل ومن الليل الى ما قبل النوم للتجارة
أسست مشروع تطبيق الكتروني ولكن باتت بالفشل قبل انطلاقه لن الميزانيه كانت بسيطه جداً
وبعد ذلك أنشئت منصة سهل للتجارة الالكترونية ( ما زالت تحت التاسيس )
وحينها ذهبت الى مستثمرين لكي اعرض عليهم المشروع
ووجدت مستثمر عرض علي ان اعمل لديه وان اصبح شريك معه في مشروعه بنسبة
وكان العرض مغري بالنسبه لي .. سيارة .. راتب .. نسبه من ملكية المشروع ..
تركت منصة سهل قائمة وعملت مع هذا المستثمر بكل جهد وكان اتفاقنا بعد مدة شهر يتم توقيع عقد الشراكه
لكن خذلني للأسف واصبح يساومني على منصة سهل مقابل الشراكه ..
طلب من اغلاق منصة سهل بشكل كامل وبعد مدة شهرين يفكر هل استحق نسبة الشراكه ام لا ..
لكني رفضت ان اترك مشروعي .. وايضاً جاء في بالي ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين
استقلت من شركته وقررت ان اصبح صانع محتوى تقني في منصات التواصل الاجتماعي
وبعد مدة 3 شهور أصبحت مقاطع الشروحات التقنية تصل مشاهداتها الى مليون مشاهد .
وها انا الان قريب من التخرج من كلية الاتصالات والمعلومات
وصانع محتوى تقني في منصات التواصل الاجتماعي
ورجل اعمال تحت الانشاء.

>

شاهد أيضاً

الكاتبة ” سرَّاء آل رويجح ” في حوار خاص لـ” عسير ” : الجمر أيقونة ألم … والرقص أيقونة نجاح

صحيفة عسير – لقاء خاص : تمتلك الكاتبة سرَّاء عبدالوهاب فايز آل رويجح ، قدرات …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com