الزود ولا النقص

بقلم : مشاري آل مجري
الزود ولا النقص كلمة أدت لجعلنا من أكثر شعوب العالم إسرافاً وهدراً للطعام ، كلمة جعلتنا نخالف تعاليم ديننا الحنيف ، إنه لشيء يحز بالخاطر عندما نرى كميات الأرز وغيره من النعم التي تهدر وترمى في المناسبات دون رادع ديني أو قانوني أو نقد اجتماعي ، نحن لسنا ببعيد مما حدث لأجددانا وأسلافنا ، حتى أن كثير من من عاصر ذلك الزمان لازال حيا ويروي لنا أحداث ذلك الزمان .
لنرجع قليلنا للواقع ونتحدث بعقلانية وبلغة الارقام .
أظهرت نتائج حديثة أصدرتها مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات؛ أن السعودية تحتل المرتبة الأولى عالمياً في الهدر الغذائي بنحو 250 كيلوجراماً للفرد الواحد سنوياً، تشير الإحصاءات أيضا الى أن كمية هدر أو فقد الأرز في المملكة تشكل ٣٤٪؜ مما يتم استيراده ، أي بنحو ٥٥٧ ألف طن سنويا ، والقمح إلى ٣٠٪؜ من الناتج المحلي و المستورد أي بما يعادل ٩١٧ ألف طن . ناهيك عن باقي أصناف الطعام ، إنها معضله لن يتم حلها إلا بتكاتف بين المجتمع والدولة وسن قوانين تحد من الهدر في المناسبات وغيرها ، فلن يستطيع المجتمع حل هذه المشلكة من تلقاء نفسه خوفاً من النقد ، ولكن عندما يكون ذلك تحت غطاء حكومي فلن يكون هناك حرج أو عذر لأحد ، ماهي إلا ثقافة مجتمع بسيطة لو تم تغيرها لحظينا بتوفير للنعم من الهدر والضياع الغير مبرر ، فالحلول كثير ومجدية ولكن التكاسل والتخاذل والخوف من تغيير عادات قديمة دخيلة هو الرادع الاقوى من وجهة نظري . فلم تكن في الأمس القريب عند الأجداد عاداتنا اليوم في تقديم الطعام بل كان كل فرد يأخذ حاجاته دون إسراف أو تبذير . أدام الله نعمه ومنعها من الزوال .>

شاهد أيضاً

يردد البعض الراتب مافيه بركة!!

عبدالله سعيد الغامدي. الراتب ما فيه بركة اولاً البركة في وجه الله سبحانه يمنحها لمن …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com