بقلم الكاتب/صالح جراد الشهري
شرفت بدعوة كريمة من اللجنة المنظمة لاجتماع (المجاردة والفرص الاستثمارية) في محافظة المجاردة.
لم يدر بخلدي قبل الحضور ماخرجت به من رؤى وتطلعات نحو أرض خصبة تسابق الزمن لتكون ذات مركز متقدم على خارطة المحافظات ذات البنى التحتية القوية والاستثمار الواعد والمستقبل الطموح .
دخولي من باب القاعه ورؤيتي للحاضرين كان أول المؤشرات أن ثمة ماسيناقش بموضوعية في ملف شائك عانت منه المجاردة ولسنوات خلت .
مدراء إدارات حكومية بصفتهم الشخصية ومدراء فروع لوزارات وممثلين لبعض الجهات القيادية الفاعلة ورجال المال والأعمال في المنطقة.
الترحاب وتوزيع بروشورات المحاور كانت تفتح آفاق جديده لم تعتادها وبكل صراحه اجتماعات المحافظة من قبل.
حضر المحافظ فكان حضوره رعاية أكيدة لحدث استثنائي .تحدث مفتتحا الجلسه وبين أسطر حديثه تفاصيل يصعب تجاوزها.
لم يكن حديثه حديث الراعي للحدث وحسب بل الفاحص والمطلع على حيثيات الملف والقراءة العامة للاقتصاد قبل وبعد .
وفي حديث رئيس بلدية المحافظة الذي وللأمانه متحدثا يجيد اختيار ما يخص ملف الاجتماع من مفردات وعبارات توحي لك أن ثمة رجل سيغير من شكل المحافظة .طريقته في استعراض الفرص المتاحة والممكنه والتعريف بتفاصيل ماتحتوية من إمكانات ومساحات وفرص كان مذهلا فالاحصائيات والأرقام لاتكذب ولن أقول لكم رغبتي في التصفيق عندما وجه لرجال الاعمال كلمة عظيمة مفادها:
أعدكم بمتابعتي الشخصية لمعاملة كل مستثمر في الوزارة وفق النظام ومايسمح به .
هنا استوقفتني العباره ولوهله لأقول في نفسي :
هل يحتاج المستثمر لعبارات أخرى لكي يبدأ ؟
سألت نفسي : ماذا لو كانت المجاردة تحظى دائما بعقول تجيد إدارة الملف الذي وأن لم يكن أولا في أهميته فهو في صف الأهمية الأول .
كان يناقش المتداخلين بأدب جم فيناقش المتذمر والسائل والمستفسر بأدبيات المحاور . دعوني أخرج من دائرة المديح بعد أن أقول لمديري فرع المياه والزراعة شكرا للحلول اللتي بدأت تظهر للعيان ولفكرة استخدام سد الافاقمه ومياهه الغزيرة لتسقي مشروعا جماليا ستقوم عليه .
العرض والطلب في ملف الاجتماع الاستثماري كانت مهمة جدا وهي الأهم في عرف المستثمر .فكونك تناقش الطلب يعني انك تكشف لي أوراق البياض التي يمكن أن يحتويها حبر العرض وفق الممكن والمتاح .
كذلك في دعوة المحافظ والمسؤولين دعوة لتقديم كل مايمكن من اجل استثمار مايمكن في المحافظة هي تأكيد على أن الفوائد البسيطة والمركبة في تقاليد السوق لن تكون عائقا أمام من يتقدم .
اذهلني استعراض معدلات النمو التجاري في الطلب وهو مايجعل النظرة السوداوية حول الأرقام السكانية تثبت انها ليست دقيقه في كونها مقياس للسوق .
في المجاردة رغم قلة المستثمرين لكن حدوث الركود يبدو مستحيلا فيها كونها مركز لالتقاء البضائع وحراك الزوار والمراكز القريبه والدليل توفر البراندات الكبيره في السلع الغذائية والتي لم يلحق بها انكماش او كساد يجعلها تعزف عن السوق.
في الاجتماع كانت المؤشرات تنبيء بعمل استثنائي يبدأ بلجنه استثمارية بشر بها المحافظ ومخصصة لمناقشة وتذليل العقبات أمام الفرص والمستثمر .
أن تجعل المواقع ممكنة أمام فرصها وبطرق حديثة وبتسهيلات مغرية وبتعاون عالي يعني أنك أمام إدارة سوق محترف في ادارة الانتاج وفتح مجال التنافسية أمام الاستثمارات بعموميتها وفق أنظمة الدوله .
الكفاءة الاقتصادية هي لعبة المحترف الذي يجيد التعامل مع المستثمر ويحقق الانتعاش الاقتصادي المأمول .
أخيرا :
في المجاردة المأمولة بدأ اجتماع القوى وحضرت الخطط الفاعلة وطرحت الفرص ونوقشت الأدوات وسخرت الامكانيات. في القريب العاجل سنكون أمام المجاردة الحلم وفق رؤى 2030.>