انفجار الملعقة

بقلم الكاتبة / منار مليباري
تخيل بأنك تجلس جائعا على طاولة الطعام للغداء ، وزوجتك مازالت مشغولة بتقديم ماتبقى من أطباق المائدة ، وبينما أنتما كذلك إذ بأحد أطفالك الصغار يتقدم للعب معك ، وجراء ذلك سقطت ملعقة من على طبق الحساء الى الأرض وبذلك بدأ الانفجار ! قمت بالصراخ على طفلك فبكى ، فأسرعت زوجتك إلى الطفل فأخبرتها بعصبية أن تنتبه إلى الطفل ( مع أنها كانت مشغولة بتجهيز غدائك ) فتعكر مزاجها وانفجرت غاضبة لقلة تقدير جهودها ، فازداد بكاء الطفل وبكى الطفل الآخر أيضا ، أضربت أنت عن تناول الطعام وخرجت ، فأضربت هي أيضا ، والان أصبح من الصعب الرجوع إلى الخلف لإعادة الموقف بشكل أفضل .
ماذا لو تداركت الأمر منذ البداية وتراجعت عن الصراخ من أجل حادث بسيط كسقوط تلك الملعقة ، واكتفيت برفعها ومسحها أو حتى غسلها مرة أخرى .. ومن ثم قمتم بتناول الطعام جميعا وبشكل عادي ، ألم يكن ذلك أفضل بكثير من القيام بذلك الانفجار الذي أدى بكم جميعا إلى التوتر و العصبية ومن ثم البقاء جائعين؟
كثيرا ما نقوم في حياتنا بالكثير من الانفجارات التي تنغص علينا يومنا جراء حوادث أو مواقف بسيطة جدا لم تكن تحتاج منا سوى القليل من الحلم و الهدوء أو التجاهل والتغافل حتى تمر ويمضي اليوم بسلام ، ولا شك بأن اطفاء الشرارة قبل اندلاع النيران أفضل بكثير من محاولة إخمادها بعد أن تنتشر وتكبر ..
فلنحاول أن نكون أكثر هدوءا

شاهد أيضاً

يردد البعض الراتب مافيه بركة!!

عبدالله سعيد الغامدي. الراتب ما فيه بركة اولاً البركة في وجه الله سبحانه يمنحها لمن …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com