بقلم : د. خالد بن عبدالله الهزاع
في اليوم الرابع والعشرين من شهر يناير (24 يناير ) من كل عام ميلادي يحتفي العالم ويحتفل باليوم العالمي للتعليم، لكي يؤكد على أهمية التعليم، ومكانة العلم في نهضة الأمم والشعوب، ولضمان جودة الحياة، والقضاء على المشاكل التي تجوس العالم وتعبث به، من فقر وحروب ومجاعات وغيرها.
ولقد شاء الله ان يكون اول فرض نزل به القران الكريم على نبيه صلى الله عليه وسلم قوله سبحانه وتعالى: ( اقرأ ) وهي بمثابة ثورة العلم على الجهل؛ وفيه دليل على مكانة العلم والتعلم في الاسلام.
فأخذ العلم فرض؛ وذلك لأن به قوام الدين، وصلاح الدنيا؛ والمتأمل في حال جميع الأمم التي تسنمت معالي الريادة، وأخذت بزمام القيادة، يجد أنها لم تبلغ ما بلغته إلا بالعلم، والاهتمام بتعليمه ونشره، وكذا احترامهم للمعلم وخدمتهم للمتعلم، فقد أيقنوا أنه لا توجد حضارة على مر التاريخ نهضت وسادت لم يكن العلم أساسها.
أما الأمم المتأخرة في ركب الحضارات، القابعة في قعر الدركات فأبرز صفاتها الجهل، وأكبر مزاياها الأمية. و تقاس قوة الشعوب بمدى اهتمامها بالتعليم، وحرصها على التعلم، فذلك يضمن ديمومتها وبقائها واستمرارها.
وقد حظي التعليم في رؤية المملكة 2030 بأهمية كبرى لأنه يمثل محور التقدم والتطور في فكر وقدرات ومهارات الشباب السعودي في ادارة الاقتصاد مستقبلاً. بل لقد اصبح التعليم عن بُعد خياراً استراتيجياً للمستقبل؛ فمنذ بداية انتشار فايروس كورونا، سارعت حكومة المملكة ممثلة بوزارة التعليم إلى الاستعداد وبذل كافة الجهود لضمان استمرار العملية التعليمية، ومواجهة حالات التفشي المحتملة، من خلال وضع خطط للطوارئ، وحملات التوعية، وتفعيل آليات التعليم عن بُعد كبديل للحضور التقليدي في كافة أنحاء المملكة.
ومع بداية الدراسة للفصل الدراسي الثاني؛ نحن مطالبون آباء وامهات ومعلمين ومعلمات – بالوقوف الصادق مع الدولة في الجهود الكبيرة التي تبذلها من اجل استمرار العملية التعلمية لأبنائنا وبناتنا. وان نعمل جاهدين على استفادتهم المثلى من التعليم عن بعد وتجاوز السلبيات التي ظهرت في الفصل الدراسي الاول بل المساعدة في تقليصها واختفائها من خلال الجدية على ما ينفع الجيل. فماذا ستجني بلادنا من جيل سوف يتخرج وهو خاوي العقل من العلم والمعرفة بسبب الاهمال وعدم الجدية من الاستفادة من هذه الخدمة الجليلة؛ التعليم عن بعد !
التعليم ليس مجرّدَ كتاب يُحفظ، ومعلومات تُلقى، بل هو إعداد جيل، وتربية نشء، وبناء عقيدة، وترسيخ مفاهيم، وغرس قيم وأخلاق، وبقاءُ أيّة أمة مرهون بقدرتها على نقل مقوّماتها من العقيدة والأخلاق والتاريخ بلغتها عبر أجيالها الصاعدة.
في الختام؛ بالشكر تدوم النعم . وشكر الله يتطلب منا الوقوف الصادق مع الدولة ايدها الله التي تبذل الغالي والنفيس من اجل هذا الجيل.