بقلم / إبراهيم العسكري
ننتظر بمشيئة الله بعد أيام عيد الفطر المبارك لعام ١٤٤٢هـ.
لمن كتب له البقاء نسأل الله لنا ولكم قبول العبادات في القول والعمل.
في كل عيد يتدفق بي الشوق ليبحر بذكرياتي لاعياد قريتي الحالمة (رهوتي) القديمة الحديثة المتجددة بذكريات ساحاتها وسبلها المتعدده وانفاقها المظلمة والغير موحشة..!!
يعصرني الحنين الى تقبيل جبين جدي وأبي وأسرتي وقامات من كبار قريتي ومجتمعي القروي المذهل في الحب والعطاء والنقاء.
تمتد بهجة حنيني لرفاق دربي في قريتي في يوم عيد يحمل الحب واجمل الوان الطيف..!!
بلا شك تكدر العيش من فرط تناثر مسبحة مجتمعي على من رحلوا من قريتي بحقائب سفر أبدى فحتى بيوتهم تصدعت وتهتمت من الأحزان لرحيلهم..!!
شعرت انهم تركونا في عالم موحش مع غياب تلك البسمات وما منحوا من اللطف والتعامل الحسن ..!!
يبقى عزاؤنا فيهم انهم تووجونا بحسن السجايا من لطفهم الفطري المكتسب.!!
عذرآ سأكتفي بجزئية أحزان الحنين لأعود للعيد.!!
لأكثر من نصف قرن لم ترحل بقايا ذكريات قريتي معشوقتي وشقيقاتها القرى العاصمية..!!
وعلى طاري الديار العاصمية اتذكر بيت شعر لأخي الراحل الاستاذ/علي محمد موسى أبو خالد رحمه الله عندما سافر للشمال لأستكمال دراسته في كلية التربيه هناك فقال مودعآ..
وداعة الله ياجبال العسير العالية توديعة الغايب أهله.
واهدي تحياتي على السوده وتهلل والقرى العاصمية.
في عيدنا أتذكر روائح وصهار وخضار بيوت قريتي في العيد فهي نقيه زكيه من نفس البيئة وذات التراب العطر..!!!
أهل قريتي لهم قلوب أصفى وأنقى من الزلال فالفرحة بالعيد ليست مزيفة ولا مكلفة اطلاقآ..!!
كانت غرارة جدي وأبي ونحن من طيب أمي المغروس بفناء البيت المتواضع فلها نصيب أكبر في تكميل فرحة العيد من الريحان والبرك والبعثران ونمنح الهدايا للقادم منه بأجمل روائح طيب من ذات الطبيعة البسيطة وهكذا بقية بيوت القريه..!!
لم نكن نعرف الأبتسامات الملونة بغير الحقيقة حينما نتزاور في العيد ونردف ب(عاد عيدكم) فيرد الآخر علينا وعليكم يعود.
شخصيآ وانا طفل شعرت بقيمتي وكياني في العيد فلم تسعني مساحاتي المحيطة باشواقي عندنا منحوني أهل قريتي قيمة بأنك ذات شأن يا عزيز وتستحق المعايده فالكبير يمنح راسي الصغير قبلة وفاء اردها لرأسه الشامخ بقبلة سخاء.!!!
كان المنديل الأصفر لخواتي وبنات قريتي يميزهن بالطهر والغيرة والقيمة بأن تحت المنديل جواهر مكنونة يجب أن تصان دون هوان..!!
آآآه ..عذرآ لكم ولها بالبوح…!!
كانت احدى بنات قريتي تمتلك مفتاح قلبي بعفوية طفوليه فأهديتها من طيبي هدية…!!!
قايضتني بتمرتين اكلتها بطعم غير وأبقيت النوى في مكان آمن للذكرى فطعمها مميز لتمر لم اذق مثله في حياتي رغم اصناف الموارد والمشارب. .!!
حاولت ان اقسم لها من فرحتي بثياب عيدي يسبقها جزيئات من نبضات قلبي الصغير..!!
لم انسى اهل قريتي مما تبقى لدي من ابتسامات للعيد..!!
لايكاد يمر عيد الا وهذه الذكريات تسايرني ولا أملك الا كما قال المتنبيء..!
عيد بأية حال عدت يا عيد.
بما مضى أم بأمر فيك تجديد.
أمأ الأحبة فالبيداء دونهم.
فليت دونك بيدآ دونها بيد..!!
يا طارق الباب رفقا حين تطرقه *** فإنه لم يعد في الدار أصحاب
تفرقوا في دروب الأرض وانتثروا*** كأنه لم يكن إنس و أحباب
و لترحم الدار لا توقظ مواجعها *** للدور روح كما للناس أرواح
(عبدالرزاق عبدالواحد)
هذا هو العيد فلتصف النفوس به *** وبذلك الخير فيه خير ما صنعا
(محمد الأسمر ) رحمه الله
كل عام وأنتم خير.
عاد الله عيدكم ولاقطع الله ذكرى تمركم . وكل عام وانتم بخير . الدنيا دار زائله ويبقى العمل الصالح .