الخبز والخباز لمشروع 35 عام

بقلم / الدكتور صالح الحمادي

لم اتلقى دعوة لحضور ورشة عمل جامعة الملك خالد يوم الأربعاء الماضي، وهذا من حُسن حظي، فقد اسكت دهرا، وقد انطق قهرا، بعد أكثر من ثلاثة عقود على هذا المشروع الحيوي والهام جدا جدا.
هذا المشروع الذي تعبث به سلحفاة البيروقراطية، وعرته فوارق إعطاء الخبز لخبازه التي حضرت في مشاريع مماثلة فتمت في ازمنة قياسية مثل جامعة جيزان، وجامعة القصيم، وجامعة نجران، بينما السلحفاة تتجول في جامعة الملك خالد.
في جامعات جيزان ونجران والقصيم أعطوا الخبز لخبازه حيث تم التوقيع مع الشركات المنفذة، ومع شركات هندسية للإشراف على مراحل التنفيذ فتم ذلك بعيدا عن بيروقراطية الفكر الخنفشاري الذي هيمن على مشروع جامعة الملك خالد في أبها وعزلالخبز عن الخباز فتلخبط العجين واحترق الرغيف.
في الجامعات الأخرى استمر العمل الأكاديمي بعيدا عن المشاريع التي سارت بدون تدخلات، وفي جامعة الملك خالد بأبها تدخل الخفير والغفير بما فيهم أكاديمي لا علاقة له بالصبات الخراسانية، والانشاءات صار بقدرة قادر المشرف بدل شركة زهير فايز وصار الكل في الكل، في غفلة من الخبز والخباز.
كتبت عن هذه الأزمة وعن ضياع بوصلة العمل في الجامعة اكاديميا وبحثيا ومجتمعيا، وتصاعدت الاحداث بعد مقالاتي، ووصلت القنوات الفضائية وكل وسائل الإعلام، وتدخل أمير عسير في حينها فيصل بن خالد بن عبدالعزيز بالمتابعة المباشرة وقد ذهبت لمعرض الكتاب الدولي بالرياض وفور وصولي تلقيت اتصال من مكتب أمير منطقة عسير للحضور لمقابلة الأمير فيصل فتحدثت مع سموه عن ضرورة الرجوع من الرياض فورا فقال لي لا ترجع واستمر حسب حجوزاتك المسبقة ، وبالفعل بعد انتهاء أيام الدعوة بالمعرض عدت وقابلت الأمير فيصل بن خالد ، وكنت أتوقع أنه غضب من مقالاتي عن “فضائح الجامعة” ولكنه فاجأني بالثناء على ما طرحته ، وببشاشته وتواضعه، وقال تثبتنا مما تطرقت إليه ووجدناه صحيح،ودقيق للغاية ، وقبل مغادرتي مكتبه قلت اعتذر منك فأنا مهمتي ككاتب صحفي الكتابة عن الثقوب والعيوب وأقدمها على طاولة المسئول فهل هذا يزعجك؟ فقال بالعكس نثمن لك ذلك ، فقلت له سوف اتطرق للأمانة والشئون الصحية في مقالاتي المقبلة فرد مبتسما أما الأمين فجديد وننتظر منه الكثير، أما الشئون الصحية الله يقويك وبالفعل كتبت مقال عن مقابلتي لسموه بعنوان ” كنت في حضرة الأمير” بينت فيه تفاصيل اللقاء،وكتبت بعد ذلك عدة مقالات عن الشئون الصحية تحت عنوان ” سرادق العزاء.
اعود لمحور مقالي عن جامعة الملك خالد ومشروعها الذي يتابع تفاصيله الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، وابين له أن تدخل مدير الجامعة، وتكليفه لأكاديمي بالإشراف على المشروع بدل مكتب زهير فايز المشرف الحقيقي على التنفيذ نقطة التحول السلبية التي أخرت المشروع ثلاثة عقود من الزمن، بينما مدراء جامعة جيزان ونجران والقصيم أعطوا الخبز لخبازه فبانت الفوارق على أرض الواقع، والانلا ينفع البكاء على اللبن المسكوب،فقد طمن الأمير تركي بن طلال كل المهتمين بهذا المشروع من خلال لقاء الأربعاء الماضي، أما التدخل في الخبز والخباز فأعتقد أن ذلك لا يسقط بالتقادم عند أمير العدل والصدق والنزاهة تركي بن طلال بن عبدالعزيز.
بقي في حنحنتي سؤال بريء، وعريض وهو كيف استطاعت جيزان توفير تسعة ملايين متر مربع وسط المدينة وعلى الشاطئ بينما موقع جامعة الملك خالد مخنوق من جميع الاتجاهات ؟ سؤال ليس إلا ولا انتظر الجواب خارج الأقواس !!!
واختم وكشاهد عصر وفي ذمتي أن الدولة ما قصرت فقد قدمت لبداية مشروع جامعة الملك خالد أربعة مليارات وتلاحقت المشاريع المليارات ووصلت إلى حوالي عشرة مليار ريال لكن الخبز والخباز بعثرا هذه المليارات، وها نحن نأكل الخبز الحاف بسبب سلحفاة مدنفسه على الطبلة والربابهْ.
.

شاهد أيضاً

معقودون بالأمل 

بقلم / أحلام الشهراني  تعلمنا من الصغر أن المرأة تسمع وتصغي لرجل كان أب أو …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com