بقلم / إبراهيم العسكري
تخطيت مع حقبتي العقد الأول الذي يلي نصف قرن عشناه قبل هذا العقد ولله الحمد من قبل ومن بعد على المد بخير وعافية..!!
في الغالب كانت حياتنا القروية منذ الخطوات الأولى والطفولة مليئة بالحب والعطاء الفطري والعمل الجاد في مشاوير الحياة واستمرت حياتنا مطعمة بأهمية القرب من الله عز وجل مغروسآ بأنفسنا حب العطاء بسخاء لذوي القرب اولآ وللأخرين بشكل عام كمسلمين..!!
كانت مناهجنا التربوية تُستجلب من البيئة المتواضعه ومن الأهل والأقارب المغروس بقيمهم الإيمان الفطري والمدرسة أيضآ توجهنا بالعلم النافع والعمل التطوعي وأن العطاء من الله تبارك وتعالى ثم من الفريق المتكامل فبقدر استطاعتك على الدعم والمساعدة فإن ذلك فتح خير لك وللجميع ويبني جسور المد وروابط الود والاخاء والحب واستمرار حياة تعاونية كريمة تحفظ الود وصنائع المعروف عند العظماء العقلاء الأسويا فقط..!!
كنا في القرية نتلذذ بالعمل الجماعي الجاد وبالوقت والقوت المتاح من ذات الطبيعة بفضل الله ثم بسعينا بالزراعة وتربية المواشي والمناحل التي تخدمنا في شؤون الحياه فنعيش السعادة واللحظة والمتعة بعمقها رغم قلة الموارد والإمكانات ومراتع اللعب واللهو قياسيآ بما يناقضها اليوم من الضياع المغدق للوقت في مطالعات الشاشات المحمولة والجدارية أو حتى المكتبية وغيرها..!!
شخصيآ لا زلت ارى أنني محظوظ حينما كنت أكبر اخوتي لاقوم إلى جانب والداي بخدمتهم وتهيئة الصعاب والدلالة على المسار الممكن لتوجيه من يتبعني سنآ من خلال تجاربي التي تعلمتها وسبقتهم بخوض معارك الحياة فيها..!!
بطبعي أملك جانب عاطفي جدآ فعشت صادقآ احب أسرتي كالجسد الواحد واحب مجتمعي بشكل غير عادي لدرجة أنني اتاذى كثيرآ حينما يتعرض أحدهم ولو لوعكة بسيطة محاولآ بكل وسعي التعاطف مع الموقف لجلب ما يداوي الألآم اوتخفيف المصاب ايآ كان من الأسرة أو مجتمعي الصغير طالما استشعرت اننا تقاسمنا ملذات والآم الحياة بعدل وانصاف..!!
بفضل الله لم أكن انانيآ فرغم اعاقتي حاولت أن ابني لنا مجدآ تليدآ يضمن لنا حياة كريمة لي ولأسرتي فكرست كل جهودي للبناء العام للأسرة بقدر الاستطاعة والوفر المتاح..!!
لحق الركب من الاخوة وامتدت الأعداد من القوى البشرية فأصبح لزامآ أن تكرس كل أسرة الجهود للبناء فيما يخصها كبقية المجتمعات كل على حده لتبدأ امتداد أسر وإعداد متجدده لتستمر الحياة ويستمر امتداد العطاء والبناء..!
العدل المحزن ان طبيعة الحال لم تقتصر بالعزل بين الاخوة والأخوات ليمارسون حياتهم بما يمليه الزمن عليهم فأصبح لزامآ أن ترحل حتى الأبنة الغالية إلى بيتها الشرعي ويترجل الأبن الغالي كذلك رغم الحب وما يخلفه البعد من مرارة في القلب واشجان ولكن الأمر يستوجب ذلك ليبدأ المشوار الذي امتطيناه قبلهم بالبعد عن اهلنا وذوينا لبناء أسر مستجدة تستمر الحياة بها في دورتها المقننة..!!
هكذا كلما تبدأ نواة الأسرة بزوجين يملأون ماشاء الله لهم من الأبناء ثم تتناقص الأعداد حينما تنطلق من أصلابهم اسرآ أخرى لإكمال المسيرة بأذن الله..!!
(ومضه)
نحزن كثيرا بفراق الأحبة من ذوي القربى عندما تنتهي العلاقات بالموت وهذا حق مكتوب نؤمن به رحمهم الله جميعآ.
لكن الحزن القاتل
هو خيبة الأمل حينما تنتهي العلاقات بموت الضمير أو تأجير العقل من أجل دنيا هوان فالرصيد ليس جمع مال فان لمن لم يوفق.
إنما الرصيد جمع أخوة في القرب واخوة متحابين في الله يحملون قلوب ونفوس طاهرة مطمئنة.
فما يدريك لعل أقدارهم تسوقهم في الآخرة ليكونوا (إخوانآ على سرر متقابلين) .
قال تعالى :
اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾
صدق الله العظيم وغفر لنا ولكم الذنوب وستر العيوب.
جمعكم الله دائم على الحب والتقدير،،،، وجعلنا واياكم من حسن عمله ونيته . سلمت يمناك