عبدالله سعيد الغامدي
بإذن الله- بلادنا مقبلة على خير وما أعنيه هنا انخفاض كبير في العدد اليومي للإصابات بفيروس (كوفيد 19) والفرج بحول الله وقوته قادم وقد يكون قدر الله في تزامن مناسبة اليوم الوطني 91 مع الإعلان عن عدم تسجيل إصابات كورونا وبمشيئة الله تتوالى المناسبات السعيدة على البلاد وكل من يعيش على أرضها ولا أخفي شعوري وانطباعي أن هذا الحدث قريب.. ولنستذكر الأزمة والتي عاشها ولا زال يعيشها العالم، فعلي الرغم من كل المآسي التي حدثت جراء تفشي الوباء، وموت كثير من الناس خلال الجائحة وأرانا الله قوته في ذلك الفيروس المتناهي الصغر فقد أسقط بضعفه تلك القوى الزائفة، التي يتشدق بها أولئك التائهون في حبائل الشيطان، وفي نفس الوقت كشف عن قوة من اتكل على الله واهتم بالأخذ بالأسباب، وانطلق من مسؤوليته الأخلاقية الواجبة إزاء وطنه وشعبه، وكانت دولتنا المملكة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة من أول الدول القوية بتوكلها على الله وأخذها بالأسباب، وهذه مزية يحق لنا أن نفتخر بها، ونشكر الله عليها. ولعنا نستفيد من الأزمة وآثارها السلبية التي عاشها مجتمعنا وبوجه عام الكرة الأرضية التي ارتاحت أجواءها من التلوث البيئي وذلك نتيجة فرض حالة الحجر المنزلي، لتتوقف المصانع عن لهيبها، وترتاح السماء من أزيز الطائرات، وما أجلها من فرصة لنعيد ترتيب مسارنا الحياتي وفق ما يجب، ولعل ذلك من أكبر المحاسن وأفضلها قيمة ومضمونا.. ومن الأزمة تعلمنا الكثير وارتفع مستوى الوعي والثقافة الصحية وجعلت أفراد المجتمع على مستوى وعى صحي جيد ساهم مع جهود وزارة الصحة والجهات المعنية بمكافحة كورونا فيما نحن فيه من نجاحات. وأشير أننا كأفراد مجتمع أصبحنا نعرف الإعلامي الذي يمتهن بقلمه البحث عن الحقيقة، بروح تواقة للبحث بمهنية ومفهوم الإعلان وللأسف في المقابل السنابشات جعل فرصة للبعض يحركون مشهده، وهم لا يملكون محتوى هادف لَاوَعْيًا ولا مضموناً إلا القلة منهم وبشكل ليس فيه أدنى مسؤولية، ولا يتقيد بمعايير المهنية اللازم توفرها حال ممارسة العمل الإعلامي بشكل دقيق، فنجدهم ينقلون ما يصلهم دون أدنى مسئوليه وينقلون صورا بهواتفهم دون تثبت وتدقيق ويتناقلها الناس من خلفهم دون حساب لحجم الكارثة التي حذرنا منها تباعا، وصحونا اليوم عليها. واليوم نرى الإعلامي المتمرس يدخل الميدان بعدما اكتسب مهارات التحرير والصياغة وتدرج فيها، ورائي الشخصي أن هذا يُعد انتصار ملموس قد تحقق بفضل أزمة كورونا، ومن النواحي التقنية، كشفت لنا الأزمة مدى تقدم المملكة بشكل مذهل في تقنيات التحول الرقمي، بحيث تمكن الجميع من تنفيذ الكثير والكثير من الأعمال الحكومية والتعليمية والاقتصادية والخدماتية والتسويقية وغيرها، عبر وسائط التقنية المختلفة، مما سهل تقديم الخدمة للناس، وكفتهم مؤونة الخروج والتنقل لإنهاء احتياجاتهم، وهو ما ساعد المملكة على مواجهة هذه الجائحة باقتدار، وما تطبيق «أبشر» إلا شاهد على هذه النقلة التقنية النوعية الخاصة بخدمات وزارة الداخلية، وهي الجهة الأكثر أهمية للمواطن والمقيم،، وإذا كان تطبيق «أبشر» قد بلغ مراده بنجاح باهر، فكيف بغيره من التطبيقات الإلكترونية الأخرى، كتطبيقات البنوك، ومختلف القطاعات الخدمية الأخرى، ولعل أهمها في الوقت الراهن تطبيق موعد صحتي توكلنا الخاص بالقطاع الصحي، الذي ساعد على متابعة الحالة الصحية بوجه عام، وما يتعلق منها بوباء كورونا بشكل خاص، ويعُد ذلك نجاح كبير يحسب للمملكة وقيادتها الحكيمة، ويستحق أن نشكر الله عليه.
أشير إلى أن تلك المحاسن لا تقف عند حدود ما سبق ذكره هنا، بل تتعداها إلى مختلف الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، التي كشفت عن وعي كبير لدى المواطن والمقيم، كما لا تقتصر بتأثيرها الإيجابي على صعيدنا الوطني فحسب، بل تتعداها إلى مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية العالمية. وفق الله قادتنا وجعلهم دوماً وذخراً للإسلام والمسلمين.