صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل :
نظمت جمعية “إعلاميون”، ملتقى “ملهمون بذاتهم” لعرض قصص بعض الذين أصيبوا بالسرطان واستثمار تلك التجارب أثناء فترة العلاج ونقلها للآخرين؛ لمعرفة طرق مكافحة وعلاج المرض؛ ولبث وتعزيز روح التفاؤل والعزيمة وعدم الاستسلام والتحلي بالقوة لمواجهة المرض، وذلك في قاعة الفعاليات بمقر الجمعية بحي الملقا على طريق الملك سلمان، وبحضور مجموعة من المهتمين بالشأن الصحي والإعلامي والاجتماعي، وأسر المصابين.
وفي البداية، عبّر الدكتور سعود بن فالح الغربي رئيس مجلس إدارة جمعية “إعلاميون”، عن سعادته وأعضاء الجمعية باحتضان هذه الفعالية المهمة والملهمة، وأنه واجب على الجمعية الاهتمام بهذه الملتقيات التوعوية والتحفيزية لهذه الفئة الغالية علينا من مرضى السرطان؛ لأن “إعلاميون” جزء من المجتمع لا تنفصل عنه.
وأشاد رئيس مجلس إدارة جمعية “إعلاميون”، بجهود عضو الجمعية الأستاذة إلهام المحمدي لتنظيم لهذا الملتقى والسعي لإنجاحه والأشراف عليه.
من جهتها، أكدت الأستاذة إلهام المحمدي عضو جمعية “إعلاميون” وإعلامية والمعالجة النفسية، أن “إعلاميون” سبّاقة في دعم مثل هذه الملتقيات التوعوية لمثل هذه الأمراض. وشددت على أن المصاب بالسرطان لابد أن يطبق أمور عدة ذات الأثر الكبير والإيجابي خلال مراحل العلاج، وهي: التفكير الإيجابي والبعد عن التفكير السلبي الذي يصيبه بالخوف والقلق، وعدم التركيز على حالته المرضية؛ مما يكون سببا في تفاقم وزيادة هذه الحالة، ويعدّ العنصر الأهم في هذا المرض هو التسامح والصدقة بنية الشفاء، مبينةً
أنها طبقت هذه المعايير على نفسها وعلى 60 إمرأة معها ما كان له الأثر الإيجابي عليهن خلال العلاج.
وشددت كثيرا على تفعيل الإيجابيات ولذا أطلقت اسم (زهرات) على المريضات بالسرطان والعيش والتعايش طبيعيا.
وأشارت المحمدي إلى أن الصدفة قد لعبت دورا كبيرا في اكتشافها لإصابتها بالسرطان، حيث إنها أرادت أن تتبرع لوالدها بجزء من كبدها لتطابقها مع والدها وعندما شرعت بإجراءات الفحص الطبي للتبرع أخبروها بأنها مصابة بالسرطان؛ ما سبب لها صدمة في البداية؛ ما جعلها تحول ضعفها بهذا المرض إلى قوة لتجاوز هذه المرحلة، وأن المرض ليس إلا طريق العودة والتسامح مع الآخرين ومع النفس قبل ذلك. وشددت على أهمية التسامح والصدقة بنية الشفاء والتعامل مع حياتها طبيعيا.
من جهته، أبان الأستاذ مقبل السريّع المدير العام للجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان، أن جمعيته تقدم الخدمات المساندة والمساهمة في دعم البرامج التوعوية والكشف المبكر، ومن هذه البرامج: برنامج المساعدات المالية، وبرنامج الأجهزة الطبية، وبرنامج النقل وعلاج المرضى، وبرنامج الإسكان. لافتاً أن للجمعية مكاتب في كافة أقسام السرطان في المستشفيات الحكومية في الرياض.
وبين السريّع، أن إجمالي الخدمات التي قدمتها الجمعية بلغت نحو 202568 خدمة، وأن المصروفات المالية تجاوزت 96 مليون ريال، والإعانات الفورية تجاوزت 3 ملايين ريال، وأن من برامج الدعم النفسي: برنامج “ماضيكم حاضرنا”، وبرنامج الحج والعمرة، وهدايا العيد، وحياة أجمل وزيارة محاربي السرطان.
وأضاف السريّع، أن الجمعية تولي اهتمام بالأيام العالمية للسرطان، كما أن مركز الشيخ عبد اللطيف العبد اللطيف للكشف المبكر، هو أول مشروع للكشف المبكر، وتبرّع به الشيخ عبد اللطيف؛ لتقديم قدم الخدمات مجانًا للمصابين بالسرطان. موضحًا أن عدد الفعاليات التي قامت بها الجمعية تجاوزت 1100 فعالية والكشف بالمانوجرام تجاوزت 27317 كشفاً، والفحص السريري بلغت نحو 17574، وعدد الاشتباه بالإصابة بلغت نحو 899 حالة، والحالات المكتشفة بلغت 391 حالة.
على صعيد متصل، أشارت الأستاذة منى الحماد المعالجة النفسية إلى أن رسالة المرض هي رسالة للتشافي والعودة إلى الحياة، ويجب أن نوجد لأنفسنا آلية لمعرفة أنفسنا، وأن نوجد في دواخلنا اليقين والتوزان في الحياة والعودة إلى الذات خلال مراحل العلاج.
وبينت الأستاذة الهنوف الطويان زهرة في طريقها للشفاء، تجربتها واكتشاف إصابتها بالسرطان وخلال فحصها في أحد مراكز الفحص الموجودة بالمراكز التجارية، وأنها لم تيأس وتجزع بل تقبلت الموضوع بشكل طبيعي جداً وبدأت مراحل العلاج وكان لمركز عبد اللطيف العبد اللطيف دور كبير في مواكبة مراحل العلاج؛ ما جعلها تتجاوز المرض وتنهي العلاج الكيماوي والإشعاعي وتعود إلى ممارسة حياتها بشكل طبيعي. وعرضت صورا من مشوارها مع المرض حتى أنها حلقت شعر رأسها بنفسها وتفاعلت أسرتها معها، وأنها حرصت على التوعية في سناباتها معبرة عن سرورها وشكرها لمتابعيها.
من جهتها، شددت الأستاذة سارة خليفة أخصائية علاج إشعاعي في مستشفى الملك فيصل التخصصي، على عدم التهويل من شأن العلاج الإشعاعي وأنه خطير، ولكن من خلال تجارب المريضات اكتشفن عدم صحة هذا التهويل، وأنه علاج سهل وليس سببا للخوف والرهبة، وأنه يعمل على تركيز أشعة عالية وتسلط على الخلايا السرطانية وتدمرها في جسم المريض، وأن مدة الجلسة الواحدة تتراوح ما بين 5 – 10 دقائق.
وفي السياق ذاته، أبانت الأستاذة آمال بلبحيث – زهرة في طريقها للشفاء – أنها مصابة بسرطان القولون من الدرجة الرابعة، وأنه أنتقل إلى كبدها، ولكن هذا دفعها إلى الصبر والعزيمة والثبات، وكانت هذه الأمور ذات مردود إيجابي عليها خلال مراحل العلاج بالكيماوي والعلاج الإشعاعي. مشيرة إلى أن السرطان كان نقطة تحول في حياتها وقد أسهمت مراحل العلاج في مراجعة النفس والتعامل مع المرض والتحلي بالصبر والاحتساب والتسامح مع النفس والآخرين.
وشرحت تجربتها ومدى صبرها وتحملها لكل مراحل التعامل مع المرض.
كما شاركت إحدى الحاضرات منى العايد بتجربتها، وأكدت بأن التفاؤل والصبر والاحتساب له دور مهم في العلاج وتجاوزه، قائلةً: دائماً أكرر كلمة “من بعد الليل لازم يطلع النهار” وهذه الكلمة سمعتها من خالتي التي كانت بمثابة مرساة لتجاوز المرض، وكنت اتفائل بها دائماً وتكررها.
وفي ختام الفعالية التي اكتظت بالحضور، تحدث الأستاذ خلف ملفي عضو مجلس إدارة جمعية “إعلاميون”، منوها بالتطور الطبي في مستشفى الملك فيصل التخصصي وتخصيص برج الملك عبدالله للأورام من خلال معايشته لزوجته في مرحلتين قبل نحو 15 سنة وقبل أربعة أشهر في مكانين مختلفين وكيف أصبح العلاج الإشعاعي ربع ساعة تقريبا بدلا من ساعتين.
وشدد ملفي على أهمية تعامل المحيطين بالمريض والزوار الذين أحيانا يرهقونه بالتطبيب وتوصيات قد تكون سلبية عليه، مؤكداً أن المؤمن القوي يكون أكثر صبراً وتحملاً ويتفادى السلبيات ويتعايش مع المرض قضاءوقدر.
ونوه ملفي، بأهمية تعامل الأطباء في تهيئة المريض وعلاجه وتفاعله مع الإرشادات. وأشاد كثيرا بجهود حكومتنا الرشيدة والتطور العظيم في مختلف المجالات ومنها المجال الصحي للمواطن والمقيم.
ونوه خلف باهتمام جمعية “إعلاميون” بتنظيم مناشط وفعاليات وشراكات مع مختلف الجهات لخدمة الوطن والمجتمع، متمنيا لجميع مرضى المسلمين الشفاء.
وفي ختام ملتقى “ملهمون بذاتهم”، تم تكريم المتحدثين الملهمين، والرعاة الذين كان لهم دور بارز ومحوري في نجاحه.