بقلم الإعلامي السعودي/ فهد قايل
الحديث عن مهرجان قطر للإبل ذو شجون رحلة لا تنتهى إن بدأت في الدعم والرعاية من القيادة الرشيدة للتراث لأن يتسع المقال ولا المقام لذكر مكارم صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر حفظه الله
وإن تحدثت عن التنظيم الرائع فكل يوم من أيام مهرجان قطر للإبل لوحة تراثية تجمع تراث وثقافة الإبل بجمال وروعة التنظيم
وإن تحدثت عن فرحة المشاركين والرموز والاوشحة والجمهور فانت في كرنفال تراثي ثقافي اقتصادي أكبر من أي وصف
وإن توقفت عند أول ما تقرأ عن المهرجان وشعاره
“جزيلات العطا”
تتوقف وتتأمل وتتاكد أنك أمام منجز خليجي بدأ كبيرا فهذا الشعار لم يأتي إلا من فكر وسواعد رجال وإدارة تدرك جيدا أهمية تقديم عمل يليق بقطر المجد والشموخ والاصالة و أهمية تراث وثقافة الإبل في تراثنا الخليجي والعربي والإسلامي
شعار مهرجان قطر يجعلك تنظر وتفكر وتتعرف وتبحث عن أهمية الإبل وما بها من خير وعطاء للإنسان بفضل من الله
فعندما ننظر إلى الإبل وضخامتها ، وقوتها ؛ وارتفاع قامتها، وطول وجل عظمها وطول رقبتها وإيديها وإرجلها وأشياء أخرى عجيبة ومدهشة يفسر بعض ما جاء في الآية الكريمة
( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت )
والنظر في مخلوقات الله الدالة على قدرته وعظمته، فالإبل خلق عجيب وتركيب في غاية القوة والشدة وهي مع ذلك تلين للحمل عليها وذللها وسخرها الله للإنسان
وكما قالت العرب
«إذا حملت أثقلت، وإذا مشت أبعدت، وإذا نحرت أشبعت، وإذا حلبت أروت».
ولذلك اول ما يتبادر إلى ذهن غير العرب إذا عرف أنك عربي
الإبل والصحراء واعتقد أول ما يحضر في ذهن من تتحدث له عن الإبل الضخامة وهي حاضرة في لون المجاهيم أكثر من حيث
كبر وجل العظم والضخامة في كل تفاصيل جمالها وطفاح وكبر الرأس وعرض الخده والسبال الضافية وطول الرقبة وعدالها وجمال وسرتها ونسقها سبحان الخالق وطول الغارب والجنب والإذاني الطويلة
وتتذكر أهمية الإبل أيضا وما نظم بها من قصيد مثل قصيدة الشاعر مخلد القثامي رحمة الله
وأنا أوصيك في حرش الوبر شمّخ الذرا
كـمــا جـوخــة ٍ شـرّايـهــا يكتسـيـبـهـا
الـبـل عـظــام الـمــال يـاجـاهـل ٍ بـهــا
لـكـنـهــا مــاكـــل شـــــي ٍ يـجـيـبـهــا
الـبــل تـبــي رجـــل ٍ قـويــه عـزايـمــه
دايــــم عــلــى طـرّافـهــا يشتـقـيـبـهـا
يـازيـنـهـا فــــي وادي ٍ عــقــب غــبّـــه
نــــو الـسـمــا نــــو الـثـريــا سقـيـبـهـا
في وادي ٍ تشـوف الزهـر فـي جوانبـه
وقـامــت دقايـقـهـا تـكـاسـر لشـيـبـهـا
لذلك ومن رأى متواضع لون المجاهيم متصدر تفاصيل كثيرة يطول الحديث عنها في مميزات الجمال ومميزات
والارتباط بإرث اكبر في قوتها ووفرت حليبها وضخامتها وأطلق عليها لقب ابل العرب.
وبقية الألوان من المغاتير فهى تطلق على الهجن الأصايل بدون تمييز مشهور لكل لون من الألوان في الهجن الأصايل
ويطلق مسمى مغاتير ويشمل الألوان المختلفة من الوضح والشقح
والصفر والحمر والشعل
فكل ما يختص بالإبل مع هذا الشعار الجميل المميز يجعلك تنظر وتتفكر وتبحث مدى أهمية الإبل التي تشكل للأمن والإستقرار فهي وسيلة المواصلات والتنقل في الماضي ومنها الغذاء وتنقل الغذاء من الهجر إلى البادية وعليها سارت القوافل
فعلا الإبل
“جزيلات العطا”
شعار يترجم العلاقة بين أبناء الجزيرة العربية والإبل
ونأمل أن يكون هناك صالون ثقافي اقتصادي في جميع مهرجانات العالم اسم جزيلات العطا
يقدم حوارات ولقاءات ثقافية عن الإبل والهجن ودورها
فهذا الشعار الجميل المميز
يستحق الحضور الثقافي على مستوى العالم
الإعلامي السعودي/ فهد قايل
مختص في مجال الإبل والموروث الشعبي