ذكريات رمضانية

بقلم: إبراهيم العسكري

رمضان له روحانية تختلف عن بيقة الأيام والشهور فنجد فيه تميز العبادة والسماحة واليسر والطمأنينة والهدوء خصوصآ عند من يصوم ايمانآ واحتسابآ لا من يصوم عن الاكل والشرب فقط ويمارس طقوسه بعيدآ عن جُنة الصوم..!!!

كل عام أعيشه بمرور هذا الشهر الفضيل أشعر انه يسجل لي إضافة ذات قيم كبرى احتسبها عند الله وما ابرء نفسي ان النفس لأمارة بالسوء الا من رحم ربي..!!

اليوم حينما تأتي وجبة افطار الصوم واتناولها ملتصقآ بأمي كاني ملكت الكون لأنه جمع لي ربي نور على انوار
مستحضرآ حديث رسول البشريه نبينا الكريم فيما قال صل الله عليه وسلم : للصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه.
فأجدني واياكم ذوي حظ عظيم حينما نشأنا مسلمين في بيئة مسلمة في مهبط الوحي وننتمي لأمة هذا الرسول الموجه الأمين العظيم فنظفر بما قال عليه افضل الصلاة والسلام.
يكتمل سروري بالفطور ببساط مرضعتي عذبة اللبن أمي الغالية ذو القلب الحنون والعطاء بلا حدود والتي ساورد بعض ذكريات طفولتي معها..!!

في سفرت افطارنا بجوار الغالية تعصف ذكرياتي لأنين الماضي الجميل حينما كنت طفلآ ترسلني ملكة القلوب بالطيب واللطف وحسن الجوار قبيل المغرب فتحملني بأقراص وكسر من الخبز الساخن واحيانآ يكون معها عدد من التميرات وفق الوفر في ذلك(المطرح) وهو وعاء تقديم الخبز لأهل الدار أو ضيوفهم..!!

تأكد لي أمي وتقول قرص الخبز لجارتنا أمي فلانه فاهل قريتنا كلهم اب وجد وام وجده وأخ واخت وعم وخال وخاله وهكذا..!!

تقول أمي اعط القرص الكامل لفلانه فاهل بيتها كثير والكسرة الكبيره لجارتنا امي فلانه اما الكسرة الصغيرة لجارتنا الوحيدة في بيتها رحم الله من مات منهم ومنهن وعافا الباقين..!!

كنت امشي بخطوات غير متزنه يعلم ربي أسبابها ومع ذلك لا تكاد تسعني الأرض سرورآ فكأني وانا احمل الاقراص مبعوث أممي يحمل مسؤليات جسيمة ولدية أمانة..!!
اناظر من حولي باستعلاء طفولي بحت فأنا لا اهرول امامهم عبثآ واحمل مسؤلية الغذا الثمين الذين بين يدي الساخن للتو فهو من منتوج بلادنا سقاها الله ورحم مورثيها لنا..!!

بلا شك أعلم أن هناك أجيال لاحقة لنا لم تعرف عن ذلك شيئآ ولم تدركه ولم تشاهد بيوت قرانا حينما تتصاعد منه ادخنة اللهب متأهبة لتجهيز وجبة إفطار الصيام وينبعث من بيوت الجوار روائح خبز كل بيت من بعد لنعلم ان خبزه برآ أو شعيرآ أو ذرةً أو غيرها..!!
حينما اعطي جارتنا الأولى نصيبهم تقول لي اذا اوصلت الباقي فعد الينا لنقايضكم من خبزنا الشعير طالما خبزتكم من البُر(القمح)
ثم يعود المبعوث ذو المسؤلية التي يرى انه لم يكن غيره مؤهل لحملها فيعود محملآ من الجيران باكثر مما ارسل به فكل جار يجمل ويعطي بسخاء من وجده المتواضع خبزآ أو تمر أو طماط..!!

اوواااه لا أنسى حينما نستمتع بمشروب وحيد نسميه (شربيت) وارجو ان لا يكون شرآ في بيت كما نسمع الآن فهو شرابآ ارتبط غالبآ برمضان من عهدنا الأول وهو امتداد لشراب التوت أو الفيمتو الحالي.
نخلطه بالماء مع حبيبات سكر بسخاء فهو لا يتهيأ لنا كل يوم الا في المناسبات وشهر رمضان في الأسبوع مرة او مرتين نبادلة بصحون المهلبية اما الشوربة والسمبوسة فلم تعرفها طفولتنا الا باحاديث المتمدنين فلا نعلم مقاديرها وليس هناك وقت للسمبسة والشوربات مع أعمال القرية المتعددة..!!

عفوآ.. لا زالت تتزاحم ذكرياتي بكل جميل اهمها ان نعتبر شهر رمضان المبارك شهر عبادة واستزاده لا شهر نوم وترفيه وتقنيات..!!

اختم بما قرأتم ودمتم.

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com