بقلم : بلســم الألمعي
بادئ ذي بدء يتم تعريف المسخ في معجم المعاني الجامع العربي بأنه القبح وفي الطب هو وليد طمست معالم وجهه وقال مسخه الله أي حول صورته الى اخرى أقبح منها , أفقده طبيعته الخاصة ، فما بالك يكون هذا المسخ الممسوخ خلقة مشوه ايضا ً أي ممسوح المعالم الطبيعية الظاهرية مع قبح مضاعف ، وهنا لا أتحدث عن المسخ الظاهري بل عن المسخ الجوهري ، إنسلاخ الهوية ، في يومنا الحاضر نشاهد عشرات بل مئات الممسوخين لا تعرف ظاهره من باطنه , هويات غريبة , عقليات تجمع مابين الرجعيّة وتبني ثقافة ليست بثقافته ، استحداث ظاهرات غريبة ، تشاهد بعينك شخصيات يجسدون مفاهيم مشوهه ،والمفاهيم المشوهه في الوعي الجمعي حدث ولا حرج إضافة الى ضعف وهشاشة الوعي الجمعي.
تأثير المسوخ :
ابرز تأثير سلبي هو التلوث البصري , أعيُننا أصبحت تشاهد التلوث البصري والسمعي في آن واحد , قد تتحكم في السمعي بكتم الصوت لكن لا تستطيع التحكم في البصري فهو يخرج لك من كل مكان مهما ألغيت المتابعة أو قمت بحذف الحساب أو قمت بإلغاء مشاهدة الإعلان فهو يظهر لك من تطبيقات أخرى ومن اكسبلور آخر حتى بأرض الواقع أصبحنا نشاهدها لافتة إعلان بالطرقات !
أنواع المسوخ :
1- من الغى تماماً هويته الشخصية العربية وانغمس تماماً في صنع شخصية غربية له لا تمت لجذوره بصله .
2- من قرر واختار أن يكون سلوكه / ردوده بمحتوى وبث أقل ما يقال عليه ” تافه جداً ” .
3- من يقوم بترويج وتمرير كل ما يعود على نفسه ومجتمعه بالضرر.
4- من يتعمد إثارة الجدل من مواضيع عقيمة ، وإثارة صراع بين الرجل والمرأة ، وإثارة فتنة بين تيارين فكريين متضادة نسوي وذكوري لا اصل لها الا الفتنة وثقب السفينة من الداخل فكلنا في سفينة واحدة نكمل بعضنا .
5- الاشد قبحاً هو من يتابعهم أو يصنع منهم محتوى من أجل السخرية.
ملاحظات :
– لا نستطيع إنكار حقيقة أننا نعيش في عصر تافه مليء بالسخرية الاستهزاء ، جلد الذات ، الاستمرار بصنع التافه إما من أجل خدمة تيار فكري معين أو من أجل محاكاة ” مسايرة ” الجو العام لأجل كسب المال بطرق رخيصة .
– لا ننكر أن جميعنا نحب المال فهو عصب الحياة بلا شك ونسعى للحصول عليه بشتى الطرق ، الطرق كثيرة جداً فلا تختار أرخصها .
السؤال الآن/ كإنسان طبيعي كيف أتعايش مع هذا العصر ؟
يجب أن تعرف أن هذه مدة مؤقتة قد تطول وقد تقصر لكن ستنتهي , فدوام الحال من المحال .
فكرة أن تساير التيار بصنع ما يشبهه فهذا تصرف غير صحيح .
فيه مقوله قرأتها تقول ( جهل الجهلاء من تقصير العلماء )
فعندما يبادر كل منا بتوجيه السفينة الى بر الأمان من العلم والمعرفة ورفع الاخلاقيات الاجتماعية بأفعالنا قبل أقوالنا ، فالبعض ينكر فقط باللسان من باب انكار المنكر حتى تسقط عنه الحجة فقط وأفعاله تفعل العكس تماماً، اصلاحك لنفسك هو حجر الزاوية لباقي المجتمع ، مثال بسيط : عندما تقف سيارة في المواقف بالاتجاه الخاطئ فان هذا يؤثر على باقي السيارات في الاصطفاف وتعطيل حركة السير لكن عندما تقف السيارة في الاتجاه الصحيح ستفعل كل سيارة ذلك من بعده وتمضي حركة السير بسلاسة ، واخيراً عندما تطابق افعالك اقوالك هو أصدق واقصر طريق للتأثير فيمن حولك .