بقلم : علي العكاسي
ليس من المعقول والمقبول وفي ظل رؤية وطنية طموحة تعمل ومنذ إنطلاقتها الأولى على تجسيد الترابط والتّصالح بين المجتمع بكافة أجناسه وقناعاته وتوجهاته..
وفي الاتجاه الرياضي – على وجه التحديد – كان هناك توجه جديد بتكريس الانضباط والتوازن والإتزان والرامية إلى تهذيب و(فلترة) خطابنا الإعلامي عبر التصريحات الإدارية في أنديتنا الرياضية والخاضع – أحيانا – إلى الانفلات والصعود نحو المناطق الخطرة..
والتي ساهمت عبر عقود من الزمن بزرع الكثير من الاحتقانات والمشاغبات والامعان في قولبة الحقائق والمُسلمات رغبة في تبرير اخفاقاتها وفشلها باشغال الشارع الرياضي عن محاسبتها ونقدها وحينا بتوظيف العواطف الإعلامية والجماهيربة نحوها..
هذه الثقافة التقليدية التي سادت ثم بادت.. أزعم بأن عشاقها والمولعين بها من بعض رؤساء الأندية لم تعد الورقة الرابحة في إقناعنا بدخولهم المجد من أبوابها ولم تكن يوما هي البوابة الأولى لتنوير علاقاتنا ومنافساتنا الرياضية..!
واليوم ها هو بعضهم يعودون إلى تكريسها كمرجعية بالية لإقناع شارعه ومحيطه والمعززين له بأنهم الأقوى صوتا وتاريخا ومرحلة في مسيرة ناديه..!
وهذا ما فعله أحد رؤساء أندية منطقة عسير بعد إطلالاته المتكررة بإحدى البرامج والمساحات الإعلامية والتي تدعو للاسقاطات والإثارة والنبش في الزوايا المظلمة لأنديتنا..!
هذا المسؤول الرئاسي قال عن نادي أبها الرياضي ما يجعلنا نتوقف كثيرا أمام إصراره على جر الشارع الرياضي إلى حيث المناطق التي تجرح وعينا ووقارنا وعلاقاتنا الرياضية والإنسانية..
وليس من المعقول أن يُمعن مثل هذا المسؤول بالصعود على أكتاف ناد عملاق كناديه ويتخذه طريقا للإساءة لناد عريق وصاحب تاريخ عريض بحجم نادي أبها الرياضي الذي يتوسد قلب العاصمة الإدارية لمنطقة عسير (سبعة عقود) من الزمن وتزيد..
ونادي ضمك الكبير وعلى مدار تاريخه ومسيرته وعلاقاته وبكامل طواقمه الشرفية والإدارية لم يسجل خلال هذا المشوار تجاوزا أو إسقاطا على جاره ورفيق دربه.. وظلت هذه العلاقات واعية وعميقة وحاضرة منذ معرفتنا بمرحلة الأساتذة سعيد ومحمد بن مشيط وحيدر أبو ملحة وابن عوير والغروي وابن عظيمان وغيرهم من الأسماء التي مرت على الفارس الجنوبي الجامح..
تأملوا في هذا الحشد من العبارات التي مررها هذا المسؤول الضمكاوي عندما سُئل عن نادي أبها :
(ضمك محفز لأبها في كل الألعاب وقدوة.. لذلك مفروض من الأخوان في نادي أبها…..)
وأضاف :
(وهذا الحاصل.. الأمير يتفاعل معنا على إنا الأفضل وإللي جالس يحقق طموحات الأمير..)
وربما فاتنا المزيد من الاسقاطات في كثير من المنصات الذي خرج منها ولا تليق وعلاقة الأسرتين الرياضية كل هذا المشوار..
وفي الاتجاه الإداري الأبهاوي وهو يقدم نفسه (إعلاميا) مع خصومه ومنافسيه ومنها الجار الشقيق ضمك الخميس وعلى مدار 70 عاما مضت.. لم يخونه الغرور وهو يعتلي سدة المنافسات ولم تغريه النجاحات ومنصات التتويج في معظم ألعابه ودرجاته فينزلق مسؤولوه لتقزيم الآخر والإصرار بالقفز على تاريخ غيره بلغة الإثارة و(الشّوفنة)..!
وظل التاريخ الأبهاوي الإداري والجماهيري وحتى اللحظة واعيا ومتزنا يعزز هذه الدروب الأخلاقية بالصمت والتّحمل والحِكمة ولكنها ستبقى مرصودة في السجلات الخاسرة..
هذا التاريخ الأبهاوي ظل ولم يزل يبني ويسجل المزيد من هذه العلاقات والمبادرات الرياضية الوطنية الفخمة مع شقيقه فارس الجنوب ومنها العضوية الشرفية للأستاذ عبد الوهاب بن مجثل لنادي ضمك ومعها مساهماته المعنوية والمادية وكذلك التنازل عن كوكبة من نجوم نادي أبها لجاره الشقيق في عز أزمته في صراعاته بدوري الثانية والأولى ومبادرة نخبة من أهالي أبها بتهنئة رئيس أعضاء الشرف الضمكاوي الأستاذ عبد العزيز بن مشيط بمناسبة صعوده للدرجة الأولى وتكريم نادي أبها مؤخرأ لرؤساء أندية عسير بتدشين منشأته وفي طليعتهم رئيس ضمك وكذلك الزيارة التكريمية لوفد جمعية وفاء الأبهاوية لنادي ضمك وتكريم الرئيس في مقر ناديه..
أخيرا..
لن أعاتب كثيرا الصمت الموجع الذي يمر به المركز الإعلامي بنادي أبها الرياضي في التصدي لمثل هذه الحالات الفردية التي تمزق الحياء والعلاقات الراقية بين أنديتنا..
لن أعاتب صوت نادي أبها الإعلامي ليقيني بأن قناعات الدكتور أحمد الحديثي وبأخلاقياته وصبره وحكمته هي من يقود هذه المدرسة (الحديثة) في محيطه وفي أداء مركز ناديه الإعلامي..
ليترك المحاكمات والملاسنات – التي لا ترتقي بعلاقات ناديه الرياضية المهذبة مع غيره – خارج الاهتمات ليَتحمّل أوزارها ونزقها المستمتعون بهذه العادات والنعرات..
الخارجون أبدا عن النصوص بمزاجهم دون غيرهم..!
بيض الله وجهك يا الغالي مقال جميل شافي ووافي وليس فيه أساءه لأحد بوركت من كاتب ولا فض فوك ولا كسر قلمك