بقلم / عوض عبدالله البسامي
بعد ثمان على السرير الأبيض ..
المغلف أحياناً بالسماوي قعدت خالتي إثر جلطة أتت على كل مفاصل حركتها ..
برّها ابنها طلال وأهل بيته وأخواته وقاموا على خدمتها طوال تلك السنين واستمروا يتعاقبون على راحتها ليل نهار ..
•كان لي زيارتها بعض أوقات فما رأيتها إلا في كامل زينتها وكأنها كما يقولون ” وردة” في ركن المجلس الذي لازمته ولازمها ..
نظافة وعناية فائقة واضحة وجهد لا يغمط ..
فكتب الله أجر كل من عمل وسهر وتعب على راحتها ..
• غادرت الدنيا ليلة البارحة إلى ربّ كريم هو أرحم بها من كل الناس الأقارب والأباعد ..
•كانت صامته طوال أيام مرضها وإن تحدثت خلال الزيارة فهي لا تتكلم إلا مع طلال وبصوت خافت جداً ” بينها وبينه شفرات وحكايات لا تُحكى إلا له ” وكان هو الترجمان لما تقول ..
•ذات مرّة تبسمَت ” على خفيف ” وقالت لي ؛
كان سعيد ” وهو ولدها وقد فارق الحياة مبكراً ” يضربك كنوع من المداعبة ..
ثم ” تِقِرْ” النظر فيّ قليلاً متبسمة تنتظر على عجل ردة الفعل فنبادلها لحظة التبسم تلك ..
وتعود إلى صمتها المطبق ..
• غادرتنا خالتي
مشرية بنت عبدالله بن محمد بن صالح ..
بعد معاناة طويلة مع المرض ..
وإذ نعزي أنفسنا وابنها الغالي طلال بن علي بن حماد وكل بناتها وذويها ..
لأسأل الله أن يتقبلها بقبول حسنٍ .. ويتغمدها بواسع رحمته ..
وأن يجعل ما أصابها في موازين حسناتها ..
• وبينما أنا في طريقي باتجاه المقبرة ..
بعدما صلينا عليها في جامع الملك سلمان بخميس مشيط عصر هذا اليوم الأربعاء ٢٣ ذو القعدة ١٤٤٣هـ
قابلت خالتي مهرة “شقيقتها “..
وصدقاً ولأول مرّة ألاحظ في عيونها انكساراً لم أره من ذي قبل ..
فقد عُرف عنها الصبر والتصبر والتحمل..
عزيتها وقبّلت رأسها وواسيتها وكنت ألمس احتياجها لكلمة ولمؤازرة
ولا تلام فقد أصبحت خالتي” مهرة”
هي الوحيدة من أسرة كاملة ( جداني لأمي) يقال لهم آل مسَفّر من وادي آل بسام ..سراة عبيدة..
وأنا أكتب هذه الأسطر تذكرت جدي لأمي عبدالله بن صالح
ذلك الشيخ الوقور أحد أركان قبيلة آل بسام
ذو العقل الراجح
والسيرة العطرة
والتاريخ الذي لا ينكره أحد
فهو أحد الرجال الذين مثلوا القبيلة في بعض الغزوات في بداية الحكم السعودي تلبية لأوامر ونداء الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ..
ومنها معركة حجلا ..
وحرب القهر مرتين وغيرها لم تحضرني الآن وقد كان يطلب مني أن أكتب له في بدايات تعلمي القراءة والكتابة..
وذكر حوالي تسع مشاركات نسيتها لصغر سني أنذاك ..
فقد كنت في المرحلة الإبتدائية
حينما كنت أكتب ما يقوله ويسمى في ذلك الوقت
” خط” يُرسل لذوي العلاقة
لكن بعض تلك ” الخطوط” الرسائل قد تتعثر ولا تصل لعدم وجود وسائط ووسائل مناسبة في ذلك الوقت فربما كانت تُرسل مع أحد المسافرين وقد تضيع في زحمة الحياة .
ولجدي مناقب ومواقف متعددة ليس المجال ذكرها.
•رحم الله جدي ووالدتي وخالتي وجميع المسلمين .
والحمد لله على كل حال .