عضنا الدهر بنابه

بقلم / إبراهيم العسكري

ربما اعد نفسي مخضرم بصفتي عشت وبدأت اعي بمنتصف الثمانينات الهجرية من القرن الماضي
تعايشت مع أكثر من جيل وبدأت أعي في قريتي الصغيرة وحولنا الاغنام والمواشي لنا وللجيران تمدنا بالعون في نقل الأحمال ونعتمد في معيشتنا على الله اولآ ثم على منتوجاتها إضافة لمجهوداتنا الشخصية بالزراعة والحصاد الذي يمنحنا اكتفاء ذاتي من محاصيل مزارعنا ومنتواجات ابقارنا ومواشينا المتنوعة.

لم يكن لدينا هموم فلا نعرف الاستدانة أو المدين ولانغرق في أبعاد ومشاق تراشقات لاتهمنا كما هو حال اليوم حينما تطورنا على غفلة..!!

كنا ندرس في مدارس بعيده نصحوا لها قبل الفجر يعلمنا معلمين من بلدان مجاورة فيهم الناصح الأمين ويغلب عليهم الحاقد الناقد المقيم فتجرعنا مع النوعين الأمرين حاولنا بكل ما قُدر اخذ الصالح ورمي الطالح في أقرب مجرى سيل..!

مرت الايام وحضيت بلادنا بفضل الله على مستوى أقطار مملكتنا بمنابع من الخيرات جعلتنا نتخطى خطى الواثق بعجل نحو التطوير في شتى المجالات وأصبحنا في ظل حكومتنا الرشيدة وحكامنا الرموز نتجاوز يمنة ويسره من ضنوا انهم أهل سبق ويشيرون لنا بأنا مجرد بدو رحل وأهل صحاري واقفار موحشه ومضنية..!!

مجتمعاتنا بمملكتنا ذات الاقطار الفسيحة ترابطت بالحب والإخاء وتعدينا بترابط كل الصعاب ومدتنا دولتنا الغالية بالمقومات والدعم المادي والمعنوي في مجالات متعدده فارتوينا واروينا من حوالينا دون حسد أو منه…!!

بفضل الله أصبحت مملكتنا تقف في مقدمة الصفوف وبمصاف أهل الشأن فيشار لها بالبنان ويحيط بها خطوط حمراء لا تقبل الاختراق او الذل اوالهوان.

كما قال الأول لكل شيء إذا ما تم نقصان ولكل شيء ضد قاهر ولكل نجاح وتطور ضرائب على انواع متعدده فإن لم يمت من مده الله بالعمر تناقصت فيه القوى وبدأ الهوان من كل مكان وهذا أمر الله وأمر طبيعي في سائر مخلوقات الله في الكون..!!

المؤسف المحزن ان تمتد لنا ثقافات التطوير لتنكس جوهرنا والبديهيات فتهوي معها معتقداتنا وعاداتنا نحو مؤشر الانحدار فينشهر الفاشل على اكتاف أهل الجهالة والخذلان ويصبح المنحرف والخاذل هاربآ يتبجح عن بعد معاديآ لدينه ووطنه وبذات الوقت يحيط بنا من أهل السفاهة والاسفاف من لا نستطيع إيقافه بحكم انهم يمارسون حريات شخصية كان مجتمعنا ينبذها بشده حتى أصبح المقزز منها مألوف وأصبح الجاهل متحدث وأصبح الاخرص فصيح وأصبح الجاهل يملي وربما يفتي..!!!

حتى لا اصيبكم في مقتل فلن اسهب بكل احزاني ولكن
هنا اتذكر مصداقية قول الشاعر:

عضنا الدهر بنابه
ليت ماحل بنا به.!

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com