جَمَالُ الطبيعة أُنْسٌ وَسَعادَةٌ

بقلم د/ عيدان أحمد العُمري

الطبيعة خلق من خلق الله تعالى ، ودليل على عظمته وقدرته سبحانه وتعالى على الإبداع في كل ما يحيط بالإنسان ، وجميع الكائنات الحية من بيئات مختلفة ومتنوعة ومجتمعة في لوحة إبداعية وجمالية في مناظر طبيعية نعمة وبهجة تسر الناظرين .
وكثيراً ما يلجأ الإنسان إلى المكان الذي يجد فيه متعة النفس ، وتذوق صور الجمال والإبداع والكمال الفني في كل شيء ، ويجعله هدفًا له يسير في طريق تحقيقه بمقاييس وجدانية ومعنوية وروحية ونفسية ، يستخدمها في قياس الأمور والأشياء التي يعشقها ويألفها ويستأنس بها ، وهي بمثابة المأوى الآمن الذي يلجأ إليه في كل أموره واحتياجاته وشؤون حياته العامة والخاصة .
فالطبيعة أيقونة السحر الجمالي ، وخازنة الجمال كله ، لا ينضب جمالها أبدا مهما طال الزمان بها ، ولا يمكن للعين أن تملَّ من رؤيتها ، والقلب من محبتها ، وهي متجددة ومتغيرة بين وقتٍ وآخر ، وببساطة تمثل الهدوء والراحة والسكينة بشكل عام وتام .
فالطبيعة والجمال شيئان متلازمان لا يمكن الفصل بينهما ، وهي بمثابة البيت الكبير للإنسان وجميع الكائنات الحية ، وترتدي في كل وقتٍ بما يليق بجمالها وخصائصها وتنوعها ، وهي بمثابة العقد الثمين يطوّق بجمالها أعناق الجميع .
ومن نعم الله تعالى علينا أن حبانا بنعمه التي لا تعد ولا تحصى في مملكتنا الحبيبة من جمال الطبيعة الخلَّابة ، والمناظر الجميلة والمتنوعة في البيئات والتضاريس والمناخ ، ومن هذه النعم وجود الجبال العالية ، والصحاري الواسعة ، والرمال الذهبية ، والسهول الخصبة ، والهضاب الفسيحة ، والأودية الطويلة ، ومياه البحر والسدود ، والمياه الجوفية والأمطار ، والغابات والأشجار المثمرة والمتنوعة ، والثروات الطبيعية الثمينة ، واكتساء الأرض بالمسطحات النباتية الخضراء دائمة الاخضرار ، وهي شريان الحياة للإنسان ، وتمد الكائنات الأخرى بالمأوى والغذاء والأكسجين اللازم لحياتها ، وتصبح للنفوس بهجة ، وللعيون مسرح ومكان للهدوء والاستجمام والراحة والسكينة .
ومن هنا تأتي أهمية المحافظة على الطبيعة ومظاهرها والعناية بها ، والاهتمام بالزراعة والتشجير لتوفير مصادر الغذاء المتنوعة ، والظل والمأوى ، وغرس هوية التذوق للجمال البيئي في نفوس الناس ، ومواكبة لرؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ المباركة والموفقة ، وأهدافها وبرامجها الطموحة ، ومبادرة السعودية الخضراء ، والشرق الأوسط الأخضر والتي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين حفظه الله تعالى والتي تهدف إلى جعل البيئة صديقة للإنسان خالية من التلوث البيئي بأنواعه ، وزيادة المسطحات الخضراء وحمايتها من كل ما يؤثر عليها ، ومحاسبة كل من يعمل على اندثارها ، ويخل بتوازنها وجمالها ، وتعزيز دور الرقابة والحماية وخصوصًا للأنواع النادرة فيها سواء نباتية أو حيوانية أو طبيعية .
وقد قال أحد الشعراء واصفًا ومادحاً جمال الطبيعة
سبحان من وهب الطبيعة كل أسرار الفنون
تلك الطبيعة جنة (يا ليت قومي يعلمون)
ما الحسن إلا حسنها فكأنها الصدر الحنون
لذا فالاهتمام بها واجب ، والعناية بها مسؤولية الجميع ، والمحافظة عليها لما تشكله من لوحة إبداعية وفنية وجمالية لتكون شعار إبداع لصنع الخالق سبحانه وتعالى في الكون الذي أتقن كل شيء ، ودلالة واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار على خلقه البديع ، ودليل واضح على عظمته وقوته سبحانه وتعالى وَهَبَ فيها كل أسرار الحياة ، والذهول المدهش لكل شيء نراه بأعيننا من جمال الطبيعة ، وبكل ما تعنيه الكلمة من إبداع وَجَبَ علينا المحافظة عليها ، والعناية بها فالطبيعة الخلَّابة أمانة عظيمة ، ومسؤولية كبيرة في أعناق الجميع لتنعم البشرية بحياة آمنة وهادئة ومستقرة ، ولكل من يعيش عليها من الكائنات الحية الأخرى .

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com