بقلم / فلوة العائض
لكل دائرة واسعة ثقافة تكبر حدودها بإيمان أهلها بها وتصغر مساحتها بعدم مبالاة أهلها.
إنه من الصعبِ جداً أن نعيش في مجتمع بُني على ثقافة معينة نود أن نُغيرها لتتوافق مع ثقافتنا وكذلك من المستحيل أن نجبر ذلك المجتمع بسيادة ثقافتنا فيه لأجل العيش به.
من الثقافات التي نتمنى تعليمها وانتشارها في كل زاوية من زوايا الأشكال الهندسية للحياة مربعاً كان أو مستطيل أو مثلث فلكل إنسان بنيانٌ خاص به.
ثقافة الستر:
عندما نرتدي رداء فإننا نريده أن يُغطي كل جزء مخصص له هكذا هي ثقافة الرداء(تغطية) للجسد فلو كان الستر رداء حينها سيخشى الكثير على غطائه وعدم كشفه.
مما يعانيه الكثير في هذا العصر
من (كاريزما الجوال) فعندما تسطع تلك الفلاشات يُسارع الزمن في بصمة الصورة عليه مهما كانت وعلى أي حال المهم أنه سيتركها معلقة على جداره.
عندما يحصل هناك أمر لم يتعود عليه المجتمع يسارع البعض إلى تثبيت أقدام جوالاتهم عليه لحفظه ومن ثم إرساله إلى خارج دائرته معتقداً أنه عمل بطولي سيشكر عليه وأيضاً يرى أنه من إنكار المنكر بتصرفه ذلك.
ولم يكتفي فقط بتصوير ذلك الأمر بل يقوم بالكتابة عليه بحروف تنزف ألماً على وجودها بين يديه.
هل سينحصر الموضوع على صاحبه وتعليقه أم سنرى الكثير من التعليقات والروايات تحت وسيلة نشره؟
للأسف نجد من التعليقات ماتُدمي لها القلوب ألماً على نقص تلك العقول في فهمها لثقافة الستر.
إنه من المؤلم حقاً أن نجد أطفال في سن صغيرة يسطرون كلمات (هاتكة للأخلاق والقيم) وهو لايعلم مدى صدقها المهم لديه أن يُقلد غيره ويُدلي برأيه في شيء رآهُ غير مألوف لديه فحكم عليه بأحكام أجزم أنه لو فهم ماخلف ما كتبه أن يعاقب نفسه ويحرمها من أبسط حقوقها وأن يغلق عليه في غرفة مظلمة لايوجد بها نافذة أيامًا عديدة ليتعلم من درسه وكيف يكف أذاه عن الغير وكم من فئة هم نفس وضع ذلك الصغير يحتاجون إلى الحرمان من أقرب شيء لهم ليتعلموا إماطة جوالاتهم عن الغير.
ثقافة الستر هي الثقافة التي مهما زرعنا في أنفسنا جميع المبادئ للحفاظ عليها يظل
(الستر)أكبر نعمة لابد التمسك بها.
عزيزي ..
رأيت مالايسرك أغمض عيناك عنه وضع غطاء على قلبك ولسانك وابتعد عن وضع بهاراتك عليه.
الستر نعمة ليست فقط عليك وحدك بل على أولادك وعلى دائرتك الخاصة بك فما تفعله وتقوله في غيرك ستقدمه لك الأيام على طبقٍ فاخر لتأكل منه.
كن مسالماً حتى على مايخالف عاداتك وتقاليدك ولاتهتك أعراض مطمئنة لتُرضي داخلك.
كن داعياً لهم بالهداية والصلاح ليُصلح الله من هم تحت يدك.
كن غطاء ساتراً ليدوم ردائك كما عرفته لك.
عود لسانك على مايُهذب قلبك لتضع رأسك على وسادتك وأنت مرتاح البال بأنك لم تكسر صورة الستر في يومك.
في صباح هذا اليوم لفت إنتباهي تغريدة صاحبها في العقد السادس من عمره كتب
(ما الذي حدث لمدينتي لم اعتاد على مارآه فيها الآن من عدم الستر………………)
اقتبست فقط كلمات من تغريدته لأثبت أن الأبناء من صنع الأباء فلو استبدل كلماته بصورة أفضل لتصبح:
(مدينتي جميلة بأهلها وكما عهدتهم بحفاظهم على مكنونهم وإن خرج هناك غير مااعتادت عليه فتظل هناك فئة قليلة خرجت عن مألوفهم بيومٍ سنراهم يزيدونها جمالا كما عُرف عنها).
نحن نحتاج ثقافة الستر تزرع في داخلنا ليدوم حفاظنا على هويتنا فالمسلم من سلم الناس من لسانه وأخص هنا مجتمع النساء اللاتي أصبحن يتحدثن في المجالس بحديث ممرض ومن عدم وضع حدود لتلك الأحاديث التي يجدن فيها فاكهة ليتداولونها بينهن ولتتسع دائرة نشرهم لها
فماذا لو اختفت الجوالات من الحياة فهل سيدوم الستر؟
رسالة:
” لا تُظهر الشماتة بأخيك، فيرحمه الله ويبتليك”