الفروقات و الحواجز ذابت مع الرحمة و المحبة

بقلم / سميه محمد

الكثيرين يعتقدون ان الزواج يعتبر كالحاجز الذي يمنعهم من أكمال تعليمهم لذلك يؤجل هذا المشروع لبعد التخرج و ضمان الشهادة ، و في المقابل هناك من يكمل تعليمه و يستمر في تحصيله بعد الزواج و لا يعتبرونه عائقاً لهم بل على العكس قد يتوفر لهم كل مايحتاجونه حتى يكملوا تعليمهم لأنهم أصبحوا مستقلين و يعتمدون على أنفسهم دون مساعدة أحد فلهم الحرية و أتخاذ القرارات
الصادرة من وجهة نظرهم دون ضغوطات ..
أفضل معلم و قدوة للبشرية هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان أمياً لا يعرف القرأة كذلك الكتابة الجميع يقتدون به و يعتبرونه مثل أعلى في جميع نواحي الحياة .
عندما تزوج خديجة كانت هناك فروقات كثيرة بينهما ..
كانت أكبر منه في السن فقد كان عمرها رضي الله عنها ( ٤٠ )
والرسول صلى الله عليه وسلم كان عمره ( ٢٥ ) ،
كانت خديجة من تجار مكة ورسول الله يرعى الغنم ولشدة أمانته كان التجار يأمنونه على مالهم ،
خديجة تزوجت من قبل ورسول الله لم يسبق له الزواج قبل خديجة ،
أكد معظم العلماء انها صاحبة علم غزير بل و متفقهة فيه أضافة الى رجاحة عقلها فقد لفت نظرها ماكان عليه رسول الله من حسن خلق و صدق و أمانة وكانت تستشعر النبوة في رسول الله لذلك عرضت عليه الزواج منها بعدما أختبرته بأرساله في تجارة لها مع خادمها ميسرة الى بلاد الشام وقد توسمت فيه الخير ،
و عندما أنزل الله وحيه على الرسول صلى الله عليه وسلم ثبتته مع صدقها له و ذهبت به إلى أبن عمها ورقة بن نوفل الذي بشره بأنه نبي و ماأنزل عليه في غار حراء هو الناموس الأكبر الذي يأتي الى الأنبياء والمقصود به الوحي جبريل عليه السلام ،
فكانت خديجة رضي الله عنها أول من آمنت من النساء و الرجال ، و أول من توضأ و صلى ، وظلت بعد ذلك صابرة مع رسول الله في تكذيب قريش و تنكيلهم بمن يسلم حتى وقع حصار قريش على بني هاشم و بني المطلب في شعب أبي طالب و كانت ممن عانى مثل ماعانى بنوهاشم في الحصار من الجوع و العطش و المرض ، وبعد قطيعة دامت لثلاث سنوات فك الحصار مرضت خديجة و مالبثت ان توفيت بعد وفاة عم النبي أبي طالب بن عبد المطلب كان عمرها ( ٦٥ ) سنة ،
مقامها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما تزوجها ( ٢٤ ) سنة وستة أشهر ، دفنها الرسول بالحجون
( مقبرة المعلاة )
وقد بشرت بالجنة و هي مازالت تمشي على الأرض .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
( أتى جبريل النبي فقال :
يارسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فأقرأ عليها السلام من ربها ومني و بشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه و لا نصب )
فقال لها :
النبي ذلك و أبلغها سلام الله عليها ، وكان ردها دليل على علمها و غزارته و فقهها رضي الله عنها
قالت :
أن الله هو السلام و عليك و على جبريل السلام
و لم تقل :
و على الله السلام مع ان الصحابة لما هاجروا إلى المدينة كانوا يقولون :
السلام على الله السلام على جبريل فأخبرهم النبي بأن الله هو السلام ولا ينبغي أن يقال :
السلام على الله فعلمهم صلى الله عليه وسلم مايقولون .
كل هذه الفروقات و الحواجز ذابت مع الرحمة و المحبة وفهم كل واحد منهما للأخر وتقديم التنازلات لبعضهما عن طيب خاطر اضافة الى الود و العطاء مصحوبة بالسكن و الإستقرار ..
فيما مضى لم تكن الشهادة مهمة فمن سبقونا يكون التعلم لديهم عن طريق الأهل و الأقارب ، الشيوخ في المساجد قبل ظهور المدارس و الكليات اضافة إلى زيادة معرفتهم بالقصص والحكايات التي يرويها من هو متخصص بذلك و تتناقل من شخصرالى آخر ..
و كم شاهدنا و عرفنا من أزواج لم يكملوا تعليمهم لظروف أجبرتهم على ذلك لكنهم كافحوا حتى يجعلوا أولادهم من أصحاب الشهادات المشرفة حتى يعوضوا مافقدوه في أنفسهم بان يستشعروه و يجدوه عند أولادهم ..
و هناك أزواج كان أحد منهما لم يكمل تعلمه فساعده الآخر على أكمال تعليمه ووقف بالقرب منه وإلى جانبه حتى أخذ الشهادة ..
سواء كان زوج أو زوجة في أيامنا هذه التعليم متوفر و ميسر بوسائل كثيرة و أنواع متعددة لذلك إن كان هناك فرصة لأكمال التعليم فأعقلها و توكل فطلب العلم من المهد الى اللحد .

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com