بقلم / صالح جراد
يقول محمد عيد العريمي في كتابه مذاق الصبر:
الخسارة بعد المقاومة تختلف عن الخسارة بدونها.. إنها نصر من نوع آخر لا يعرف معناه إلا من جربه!
في مباراة الأخضر المونديالية أمام بولندا والتي جاءت في الجولة الثانية من كأس العالم في قطر لم يكن الأخضر مجرد محطة للعبور البولندي أبداً . ولم تكن المباراة التي انتهت بهدفين لرفاق ليفاندوفسكي عادلةً البتّة .
قدّم المنتخب كل شيء يمكن تقديمه في كرة القدم إلا التسجيل .
وهذا يؤكد حقيقة المقولة التي إستخدمت لمقالي .
المنتخب كان منتصراً وانتصاره كان من نوع آخر ، وهذا الآخر يشرح كيفية القتال حتى اللحظة الأخيرة وكيف تشارك بإسم وطن وتقاتل كلاعب محترف .
مذهل هذا الحضور في سادس مشاركاتنا المونديالية . فالمناخب الذي كان يمر بكؤوس العالم بحثاً عن مستوى بات يقدم المستوى ويبحث عن تأهل ، المنتخب الذي كان يرضى بالتعادل واقفال المساحات والخطط الدفاعية بات يشاطر منتخبات اوروبا وأمريكا المستوى بل ويضغط وينوع اللعب بطريقة لم يتخيلها العالم .
ميسي ثم ليفاندوفسكي لاعبين من طراز مختلف وقد لايختلف إثنان على أنهما من أكثر الأسماء جذباً وإمتاعاً في عالم كرة القدم . هل كانا بأفضل حالاتهما ؟ نعم .
لكن هل سمح لهم لاعبو الأخضر بصناعة التاريخ من خلالهم ؟ لا .
ميسي ظهر بضربة جزاء وليفا بخطأ وارد في كرة القدم .
ورفاق الأول خرجوا خاسرين ورفاق البولندي كانوا يعيشون ضغط رهيب في أغلب فترات المباراة ولولا القوة البدنية وفارق الأطوال العملاقة لكانت الأمور مختلفة تماماً.
ماقدمه الأخضر في المباراة الأولى هو ذاته ماتم تقديمه في المباراة الأخرى غير أن الإصابات والحظ داء المتعة في الكرة .
بقيت مباراة أمام المكسيك إن لعب الأخضر فيها بذات الروح فسيهدينا المنتخب فرحة التأهل كما فعل فؤاد والعويران والعشيان في مونديال ٩٤ .
أمام المكسيك لن يلعب المقاتل عبدالإله والذي لايلام فكرة القدم لعبة الإخطاء ولن يلعب سلمان ولا ياسر لكن الروح جماعية والحضور يقول أننا قادمون والتأهل بحول الله سيكون من أمام المكسيكيون أحفاد الهنود الحمر.
ختاماً:
يقول منذر قباني :
لا بأس من خسارة معركة من أجل كسب الحرب